أذكر تماماً عندما عزمت على دخول إحدى الجامعات السورية، يومها قال لي والدي ( الذي يحمل شهادة ماجستير من الجامعة الأمريكية في بيروت في العلوم ) إن جو الجامعة هو أجمل جو في العالم، صدقته!

السنة الأولى كانت حلوة، وجدت الطلاب يتهافتون على العلم و التجهيزات جيدة و المخابر موجودة ... الخ

في السنة الأخيرة كان حديث الطلاب عامة : هل تعلم ما هي تسعيرة الدكتور فلان و هل تعلم من هو وسيط الدكتور فلان!

كان لدينا دكتور جعلني أحمل المادة ظلماً ثمانية مرات ( نعم 8 ! ) من أجل الحصول على مبلغ معروف من المال.

الحمد لله أني لم أتنازل عن مبادئي رغم أنني دفعت الثمن بالتأخير و أوصلت احتجاجي إلى عميد الكلية و إلى رئيس الجامعة و كانت النتيجة أنني تمكنت من التخرج، و كان السبب هو أنهم بسبب احتجاجي جعلوا دكتوراً آخر يشارك في وضع الأسئلة و التصليح ....

طالما تساءلت لماذا جامعاتنا مزرية و ما هو موضع الخلل فيها، الجواب كل شيء ينقصها! المستوى العلمي، اللتجهيز، العلاقة الصحيحة بين الطالب و مدرس المادة، الجو الأخلاقي في الجامعة الذي يجعل طلاب جامعات أوروبة يخجلون من سماع ما يحدث في جامعاتنا ( أرجوكم لا تصدقوا عبارة "المفاسد الموجودة في الغرب!" )

و أمور أخرى كثيرة لا تخطر على بال مثل الواسطات و الرشاوى المعلنة و العلاقات اللا أخلاقية بين الدكاترة و الطلاب ... الخ