حسنا
وشكرا للاخ علاء الدين عثمان

ويبدو انه متحمس اكثر من الاخت كاملة للحصول على الرد .

تعال نقرأ من النص الذي كتبته انت يا اخي الكريم .

[SIZE=4]فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ


اذا نفهم من هذا ان الشيطان جاء ليجرب الرب يسوع ، فهل هناك عاقل يقول ان من الحكمة الاستجابة الى طلب المجرب ، ام رفض الطلب والرد عليه من كلام الله باحسن ما يمكن من كلام الله وهو قول المسيح :

فَأَجَابَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا لإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ للَّهِ»

والآن تعالوا لنري من اين اقتبس السيد المسيح ما جاء في الكتاب المقدس بقوله ( مكتوب ) ؟؟

انها من سفر التثنية ، من كلام الله لموسى قبل دخول ارض الموعد :

جميع الوصايا التي انا اوصيكم بها اليوم تحفظون لتعملوها لكي تحيوا وتكثروا وتدخلوا وتمتلكوا الارض التي اقسم الرب لآبائكم.
2 وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب الهك هذه الاربعين سنة في القفر لكي يذلّك ويجربك ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه ام لا.
3 فاذلّك واجاعك واطعمك المنّ الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آبائك لكي يعلّمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان.
4 ثيابك لم تبلى عليك ورجلك لم تتورّم هذه الاربعين سنة.
5 فاعلم في قلبك انه كما يؤدب الانسان ابنه قد ادبك الرب الهك.
6 واحفظ وصايا الرب الهك لتسلك في طرقه وتتّقيه.
(تثنيه 8 : 1 - 6)

ومن يقرأ الفقرة من سفر التثنية يعرف ان الله كان يعلم شعب اسرائيل شيئا مهما خلال رحلة مروره في الصحراء قبل دخول الارض ، وهي الا يتهتم بالاكل والشرب والملبس ، ولكن يهتم اولا واخيرا بما يرضي الله ، وبعدها سوف يجد خيرات الله وانعامه واحساناته الفياضة والكثيرة .

وكأن بالرب يسوع كان يعطي المثل في انسانيته ان الامتحان الذي فشل فيه الشعب في القديم ، ليس بالصعوبة التي صورها ذلك الشعب في تمرده وعصيانه للتأديب والتمرين الذي ادخله الله فيه .

اذا ، حينما رفض السيد المسيح طلب ابليس ( المجّرب ) انما هي الحكمة عينها ، لان قبول المسيح لطلب ابليس لن يكون الا خطوة اولى في تنازلات اخرى كان يطلبها الشيطان ، وهو ما يفعله مع بني آدم الذين يسمعون لاول همسة

هناك تأملات كثيرة في هذه الفقرة ، فمثلا تجربة الشيطان للمسيح حينما جاع وحاول اغرائه بتحويل الحجارة الى خبز ، تذكرنا بتجربته لآدم وحواء بالاكل من الشجرة المحرمة .

ورغم سقوط آدم وحواء في الاختبار ، الا ان الرب يسوع ( في انسانيته ) استطاع ان ينتصر لنا مرة اخرى ويعلمنا الانتصار على غواية الشيطان
انها برفض الكلام معاه ، وتجاهل منطقه تماما ، فالشيطان دائما يزين الخطية والمعصية ، وبعد ان يقع الانسان في الخطأ يكتشف انه عاري من المبررات التي كان يعطيها لنفسه قبل السقوط في الخطية .

واخيرا : فقول الاخت كاملة (((( هل نعتبر اجابة يسوع لسؤال ابليس " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان " تهربا ؟))))

وهي تقصد التحدي من الشيطان الذي بدأه بقوله ( ان كنت ابن الله افعل هذا ) ولكن السيد المسيح لم يكن ليستجيب لهذا التحدي الاخرق ، لان الاستجابه له تعني الوقوع تحت سلطانه والائتمار بامره .
ولم تكن هذه المرة الاخيرة للتحدي الشيطان ، فقد فعلها مرة اخرى حينما كان السيد يسوع السميح على الصليب ، فقد هيج الشعب ليقولوا :
" وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم 40 قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلّص نفسك.ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب" (متى 27 : 39)

والحقيقة ان هذا التحدي الشيطاني كان ذكيا ماكرا ، فالمسيح من اجل هذا جاء ، ولاجل هذه الساعة عينها تحمل كل الاهانات والتعذيبات ( ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله ) (عبرانيين 12 : 2)

وهذا يقودنا الى سؤال : هل الايمان يأتي المعجزة ، ام المعجزة تأتي بالايمان ؟؟

الحقيقة ان الله يعلمنا ان الوضع الصحيح ان الايمان اولا هو الذي يصنع المعجزات فيما بعد ، اما المعجزات فهي لا تأتي بالايمان ( والامثلة على ذلك كثيرة ومتعددة )

وشكرا لكل من اثار هذا الموضوع الجميل