(وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ* إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ* إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ* قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ* فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ* يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ*)

لا تحكم لخصم أتاك يزعم أن خصيمه قد فقأ عينه، فلعله هو قد فقأ العينين للآخر.

وردنا يا دكتور بسام أن امرأة قد أتت إلى شريح القاضي تبكي، فقال له جليسه ما أراها إلا على حق، فقال ويحك أما علمت أن إخوة يوسف قد اتوا أباهم عشاء يبكون؟

هل سمعت يا د. بسام بنبإ الأذريين ومذابحهم التي يدعون أن الأرمن قد قاموا بها؟

لم ننزعج إذ نطالب بالوجه الآخر للقضية؟

قد يكون الأرمن فعلا قد تعرضوا لمجزرة، وهم يستحقون بحق مطلق أن تفتح كل الأضابير وينظر في دعواهم التي يدعونها، ومعها كل الدعاوي الممكن تعلقها بها، من مثل دعاوى الأذريين على الأرمن.

وبعد المحاكمة التي ندعو إليها، عندها نجزم أن القوم قد تعرضوا لمجزرة، وعندها فإن لهم الحق أن يطالبوا تركيا والدولة العثمانية باعتذار وتعويض، ولن يعوض عن المجزرة شيء!

لكنها أحادية نظر، وضيق أفق أن أؤيد الأرمن في دعاويهم بوقوع المذبحة دون النظر في الرأي الآخر.

ليس بالضرورة أن صاحب النعاج الكثيرة هو المخطئ فقط لأن نهاجه كثيرة كما وردنا في القصص القرآني. فلم يكن لنبي الله داود عليه الصلاة والسلام أن يحكم قبل أن يسمع قوله، وهو قد فطن لذلك فخر راكعا لله تعالى معتذرا لزلـله.