كل خطاب يوضع في غير مقامه يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة أخي الحكيم الرائي
التوكل في مقام العمل وبذل الجهد تواكل
والقدرية في مقام السننية كفر وهرطقة
والغناء في سرادق العزاء جنون خالص.

ولكل مقام مقال...

حين تدرس أوراق العرب والمسلمين في قضيتهم فلابد أن يذكر هذا العامل السكاني كورقة بيد الفلسطينيين

أما حين ينقلب الحال إلى ما تقول -لاسمح الله- ويصبح كل همنا التغني بورقتنا هذه بينما عدونا يتملك جملة من الأوراق لا نملكها فسيكون للمقام مقال آخر....

أيا ما يكون فإن واقع الإحباط الليبرالي الذي لا يرى لخاصته أي ورقة قوة في القضية، بينما يرى عدوه مالكا نياط كل شيئ، وأنه لو قال كن فسيكون ما قاله،
هذا الواقع الشوفيني المريض وهو يتسلة بجلد الذات وتحقيرها وصب هالات العظمة على عدوه الحقير، لاشك أن مقامه هذا يستحق أن نذكر بأوراق يملكها الفلسطينيون والعرب والمسلمون يراد لنا تأزيما للإحباط وترسيخا له أن نتناساها حتى نفقد كل رغبة بالحراك والتغيير....

أذكرك بأن الأمل الذي كان يشع في صدر محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو ضعيف هارب متخف عن الناس في طريق هجرته بأن يملكه الله سواري كسرى حتى يلبسهما لأعرابي لا يؤبه له (سراقة بن جشعم) هو الذي ألهب نفسه ونفوس أصحابه بأن يخوضوا بدرا وأحدا والخندق وحنين وتبوك ومؤتة ثم يخرجوا إلى الشام وفارس فيتحقق حلمه بعد أقل من عقدين من الزمان!

هذا المقال نقرؤه كورقة مبشرة، ونقولها ونحن نعي أنه لابد من عمل، فليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به
ونعي أن العاقبة لمن يدفع الثمن لا لمن يستمطر السماء ذهبها وفضتها وهيهات أن تمطر عليه من ذلك قطرة.
ونعي أن الذي سيفك أغلال الأقصى من جنس من قال الله عنهم في سورة الإسراء: (بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا.....وإن عدتم عدنا)
فلا مكان للأماني الزائفة يا صاحبي، وإنما هو مقام للأمل نسوقه دون أن نركن إليه وحده
أرجو أن تتفهم الطرح في هذا السياق تنج مما تتعقبنا به من أوهام
زادك الله حرصا على الجهاد والكفاح والعمل
واسلموا ودا واحتراما(f)