اخبار العركات اليومية بين مايسمى الشيعة والسنه , في عهد الدولة العباسية .. وفي باب( الطاق )بالعراق .. سجلها التاريخ .. وقد كانت الدولة العباسية .. كلما أطلت مشكلة داخليه او أزمة في الشأن الداخلي .. حركت ( العراك ) بين أتباع المذهبين .. حتى ينشغل الناس عن فساد الدولة وعجزها . وعن لهو الخلفاء والوزراء والبطانه . وغني عن القول أنه كلما كان ( الملك او الخليفة أو ولي الأمر ) يميل لمذهب محدد ومعين .. فإن النصر والمكانة والسلطة والفقه ونشره يكون لأتباع المذهب الذي ينحاز له ولي الأمر .. وكان كل من السنة والشيعه .. متى ماكانت الدولة والقوة والسلطة والمكانة لهم .. طغوا وعذبوا واحتقروا وأقصوا أتباع المذهب المنافس ..

ومما يذكر تاريخياً في هذا الصدد ماورد في كتاب ( آثار البلاد وأحوال العباد ) : جاء أنه قبل مئات السنين، كان أكثر أهل إيران على المذهب السني، وحتى حاكم مدينة قم ذات الأكثرية الشيعية المطلقة، كان سنياً أيضاً . وقد بلغ سوء حال الشيعة آنذاك حداً بحيث إذا ما تم القبض على التجار الشيعة، تعمد السلطات إلى إحماء ختم قد حفرت عليه أسماء الخلفاء الثلاثة، إلى درجة الإحمرار، ثم تكوى به جباه أولئك التجار . وأنتم تعلمون أن جبهة الإنسان قليلة اللحم، ويكسوها جلد رقيق جداً، فكانت تكوى جبهة الإنسان الشيعي بطريقة بحيث يترك الختم المحمى أثراً حتى على العظم الذي يلي البشرة، وبذلك يبقى هذا الأثر إلى آخر عمر الإنسان الضحية، بيد أنه رغم تلك الظروف القاسية والمشحونة بالبغضاء، فقد تحول الناس إلى التشيع .. وبرغم هذا يقول شيخ الاسلام بن تيمية عن أهل السنة والجماعه ( أنهم أرحم الخلق بالخلق ) ..

فجميع اتباع المذاهب . متى ماتحقق لهم شروط المكانة وأمسكوا بزمام أمور الدولة .. وترأسوا الدواوين والحوزات والحلقات العلميه والمدارس والجامعات والوزارات وديوان الجند والخراج وغيرها من أمور تصريف البلاد والعباد .. فهم اولاً يقربون أشياعهم واتباعهم .. ويبعدون اتباع المذهب او الطائفة الأخرى .. ولايكتفون بالابعاد .. بل بالامتهان لكرامة الانسان وغمط الحقوق .