المحترم كوكو

بعد مداخلتك رقم 31 لم أنتبه إلى ردك 39 إلا متأخراً ، فأرجو المعذرة .

كتبت تقول : (( أنا لم أتناقض
أنا سلمت بالمقدمات الأولي جدلا لأري النتائج
ولو لاحظت كلامي لوجدت أنني تحرزت وقلت ( حتي حين ) .. )).

أقول : أعرف أنك تفترض ذلك جدلاً ، ومن قال لك إني فهمت غير ذلك ؟

ولكن الذي أعنيه أنا ما افترضتَه جدلاً من وجود إله ، يقتضي أنه قادر على كل شيء ، وإلا لا معنى من افتراض إله خلق السموات والأرض ويعجز عن جعل هدهد يتكلم !!!!


وكتبت تقول : (( هذه واحدة والثانية أنني قلت أن الإسلام يختلف عن الأديان الأخر في أنه جمع الرسالة والمعجزة في موضع واحد هو القرآن الكريم وتركه عرضة للفحص في كل وقت وكل مكان و من أي أشخاص )) .


أقول :
لقد أخبرتك فيما مضى أن الفحص لا يكون في مدى معقولية المعجزات ، فمن طبيعة المعجزة خرقها لنواميس الكون ، فالمعجزات هي السبيل للتحقق من صدق النبوة ، فليس غريباً أن يؤتى سليمان عليه السلام معجزات ، فهو نبي ، ومثله مثل سائر الأنبياء ، ولا فرق بين تكليم الهدهد لسليمان أو نبع الماء من بين أصابع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فكلاهما معجز وخارق للعادة .


ثم كتبت تقول إنَّ سليمان علم منطق الطير، وأقول هذا صحيح .

ثم قلت : (( عنما تكلم سليمان مع الهدهد والنمل فلأنه علم منطق الطير
نتيجة
القرآن يعتبر أن الهداهد كلها والنمل كله وكل الطيور والحيوانات لأنها مشابهة
للطير متكلمة ولها منطق وليس هدهد واحد أو نملة واحدة )) .

أقول هذا خطأ ..

أولاً القرآن لم يقل إنّ الهداهد ( أو الطيور بشكل عام ) تتكلم ، بل قال أن لها منطق ، وفرق بين العبارتين ، وكذلك لم يقل إنَّ النمل وكل الحيوانات تتكلم ، بل هذا من عندياتك .

ثانياً ، ( عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطير ) لا تعني أنّ الطير تتكلم كما البشر ، بل تعني أنّ سليمان عُلّم من خلال أصوات الطير فهم المعاني التي في نفوسها .

أما تكليم الهدهد والنملة فهما معجزتان لنبي الله سليمان عليه السلام ، وليس لأن ذلك من طبائع الهداهد والنمل ، أو من طريقة نطقهم ، وبالله تعالى التوفيق .

وأتـركك مع كلام الحافظ أبي محمد بن حزم حول هذا الشأن ، وهذا نصه :
((( فإن اعترض معترض بقول الله تعالى علمنا منطق الطير وبما ذكر الله تعالى من قول النملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم الآية وقصة الهدهد ، قيل له وبالله تعالى التوفيق :
لم ندفع أن يكون للحيوان أصوات عند معاناة ما تقتضيه له الحياة من طلب الغذاء وعند الألم وعند المضاربة وطلب السفاد ودعاء أولادها وما أشبه ذلك ، فهذا هو الذي علمه الله تعالى سليمان رسوله عليه السلام ، وهذا الذي يوجد في أكثر الحيوان ، وليس هذا من تمييز دقائق العلوم والكلام فيها ولا من عمل وجوه الصناعات كلها في شيء ، وإنما عنى الله تعالى بمنطق الطير أصواتها التي ذكرنا لا تمييز العلوم والتصرف في الصناعات الذي من ادعاه لها أكذبه العيان ، والله تعالى لا يقول إلا الحق .
وأما قصة النملة والهدهد فهما معجزتان خاصتان لذلك النمل وكذلك الهدهد وآيتان لسليمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ككلام الذراع وحنين الجذع وتسبيح الطعام لمحمد صلى الله عليه وسلم آيات لنبوته عليه السلام وكذلك حياة حصا موسى عليه السلام آية لرسول الله موسى عليه السلام لأن هذا النطق شامل لأنواع هذه الأشياء ))) ... كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل .


تحيــــــــــــاتي

العميد