سوري يختلق مسرحية اختطافه أمنياً
بطلب من "مخابراته" قبيل انسحابها
المستقبل - الاثنين 9 أيار 2005 - العدد 1912 - مخافر و محاكم - صفحة 11

كشف قرار ظني عن قيام أحد السوريين، ويدعى أسامة ر. (33 عاماً) بـ"تركيب مسرحية" عن تعرضه للضرب على يد عناصر من أمن الدولة، وعدم اكتفائه بإبلاغ الأجهزة الأمنية بذلك، بل قصد "حزب الله" في الضاحية الجنوبية ليدّعي من جديد بأن هؤلاء العناصر "مسيحيون" وأنهم ضربوه لوضعه صورة للسيد حسن نصرالله.
ولفتت مصادر معينة، الى أن أسامة ر. اختلق هذا الجرم، بناء على طلب المخابرات السورية قبيل الانسحاب من لبنان، بهدف إثارة النعرات الطائفية.
وجاء في وقائع القرار أن أسامة ر. ادعى أنه وبسبب ضائقة مالية مرّ بها، وكونه مديناً لكل من شريكيه في العمل قاسم ح. وفارس م.، خطرت على باله فكرة جهنمية من أجل أن يتخلص من الدين.
وتقضي الخطة، بحسب أقواله، بأن يزعم كذباً وخلافاً للواقع بأنه تم خطفه وضربه وسلبه مبلغ 1100 دولار يركي، من قبل عناصر تابعة لأمن الدولة ترتدي ثياباً مدنية وتستقل سيارة بيجو عليها لوحة أمن الدولة.
بعد ذلك، نفّذ باتقان الفكرة التي وردت في ذهنه، فذهب الى منزله وأقدم على جرح يده اليسرى بواسطة شفرة حادة، كذلك أقدم على ضرب رأسه ضربة قوية على حائط الملعب القريب من منزله، وتمزيق بنطلونه وكنزته ومرّغ نفسه في الوحل، كل ذلك من أجل أن يُوهم الآخرين بأنه تعرّض فعلاً للضرب والإيذاء والجرّ على الأرض والسلب. ولم يكتف بذلك، بل مرّر الشفرة الحادة على جرحين قديمين كان أصيب بهما سابقاً جراء سقوطه عن سقالة في ورشة؛ فسال الدم منهما.
ثم عاد الى منزله حيث تجمهر عليه الناس وسألوه عن حاله فأجابهم بأنه تعرّض للضرب والسب والخطف والإيذاء والجرّ على الأرض من قبل عناصر من أمن الدولة يستقلون سيارة بيجو عليها لوحة أمن دولة.
ثم توجه بعد ذلك الى مخفر المريجة وقابل الملازم ط.ن. الذي أشار عليه بوجوب الذهاب الى مديرية أمن الدولة بغية الادعاء على العناصر التي اعتدت عليه.
وبعد ذلك التقى بماجد م. الذي قال له بأنه يعرف العميد خ.ط. في أمن الدولة ويرافقه الى مكتب العميد كي يخبره عن الموضوع.
علماً أن أسامة ذهب برفقة صديقيه السوريين ضياء ن. وعلي م. الى فصيلة المصيطبة حيث ادعى على أربعة عناصر أمن الدولة، باللباس المدني، وهم بسيارة بيجو /405/ عليها لوحة أمن دولة، وهم يحملون الأسلحة وإنهم، بحسب زعمه كذباً، طلبوا منه الصعود في السيارة وأقدموا على ضربه بمسدس على رأسه وقد فقد الوعي جراء ذلك.
وقد وجد نفسه لاحقاً في غرفة منفردة يسمع من خلالها صوت البحر، وتبيّن له، بحسب زعمه، أن هؤلاء العناصر أقدموا على سلبه مبلغ 1100د.أ. وبطاقة هويته وكارت الإقامة، وهاتفه الخلوي وقد أقدموا على تكسيره لاحقاً. كما أنهم أقدموا على وضع قناع على رأسه. وبعد السير نحو 10 دقائق بالسيارة، قاموا برميه قرب الملعب.
وقد أجري تحقيق مع أسامة حول كل الوقائع الكاذبة في فصيلة المصيطبة. وفي 11/4/2005 حضر أسامة برفقة ماجد م. وقابل العميد ط. في مديرية أمن الدولة وأخبره أيضاً القصة المختلقة عينها التي هي من صنع خياله والتي ليس لها أساس من الصحة.
وتبيّن أن "المسرحية" التي اختلقها لم تكن نهايتها سعيدة؛ ذلك أنه يبدو أنه نسي أنه قال أمام المحققين أن الخاطفين المذعومين أقدموا على سرقة وتحطيم هاتفه الخلوي؛ فأقدم بعد يومين على فتح هذا الهاتف، وبعد ساعتين تمّ الاتصال به من قبل العميد م. في أمن الدولة وطلب منه الحضور الى مكتبه فحضر وقال له الحقيقة بأنه اختلق كل هذه "القصة" من خياله.
مع العلم أن أسامة كان ذهب في 10/4/2005 الى مركز "حزب الله" في الرمل العالي، وأخبر المسؤول فيه بأنه تعرّض للخطف والسلب من قبل عناصر أمن الدولة الذين كانوا يضعون صورة القديس شربل فوق جهاز اللاسلكي في السيارة وأنهم قاموا بتكسير جهازه الخلوي بعد أن شاهدوا على شاشته صورة السيد حسن نصرالله. كما ادعى أن الذين خطفوه هم مسيحيون وأن أحدهم يدعى جورج. وتبيّن لاحقاً أن الوقائع الواردة آنفاً، تم اختلاقها من قبل أسامة.
وقد أحيل أسامة ر. أمام المحكمة لمحاكمته بجرم اختلاق جرم بزعمه أن عناصر من أمن الدولة قاموا بسلبه مبلغاً من المال وبعض الأشياء الخاصة وتبين لاحقاً عدم صحة ذلك، بعد أن تراجع عن ادعائه الذي تسبب بإجراء تحقيق.
وطلب قاضي التحقيق المعني بموجب القرار، إنزال عقوبة الأشغال الشاقة الموقتة بحقه.