الإخوة الأحباء،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

نحن مسلمون، مسلمون قبل أن نكون شيعة أو سنة أو غير ذلك، سمانا خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم بالمسلمين قبل أن نوجد، وارتضى لنا الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وآله هذا الإسم. ومن قبلهما سمانا الله سبحانه وتعالى هذا الإسم وجعلنا على الناس شهداء بما آتانا من الحق والهدى والكتاب المبين.
والمسلمون جميعا مخاطبين بالوحي وليس غيره، وهو المحدد للأحكام الشرعية التي يلتزم بها المسلمون في حياتهم. والأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي.
والحكم الشرعي هو خطاب الشارع المتعلق بافعال العباد من حيث الإقتضاء والتخيير والوضع.
الأحكام تقسم إلى خمسة أقسام، فرض(واجب) ومندوب(نافلة) ومباح ومكروه وحرام(محظور).

الأصل صرف الخلاف إلى الوحي ليحكم فيه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً*).
ثم استنباط حكم الفعل المذكور من تطبير وغيره من النص الشرعي، ممكن أن نستعين بعلماءنا الأفاضل من أي من الفريقين أو غيرهما.
إن كان الفهم لا يحتمل الخلاف وله وجه واحد فالعزة للشرع ولنستجب لداعي الله ورسوله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ*)
وإن كان الفهم يحتمل الخلاف، فليكن لنا في حادثة "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" الأسوة والمثل.
ويكون عندها أمر الإمام هو الرافع لهذا الخلاف.

وختاما الأصل في خلاف الآراء أن لا يفسد للود قضية وخاصة بين الأخوة، (ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون*). ولا داعي لتوجيه القاب قد تثير الضغينة مثل يا رافضي ويا ناصبي ويا وهابي ويا قبوري وخلافه، فلم يجلس أحدنا مجلسه ليسمع الأذى.
ارفعوا الألقاب رجاء وتمسكوا باسمكم الشريف الذي سماكم به الله وأنبياؤه وهو المسلمون، واتبعوا وحي ربكم، إذن تفلحوا وتكونوا شهداء على الناس كما كان الرسول عليكم شهيدا.


اللهم صل على المصطفى وآله الأطهار، واجمع شعثنا ووحد صفنا وتجاوز عن مسيئنا واهد بنا وارض علينا، وصل على محمد وآل محمد.