السيد نيومان
تحياتي

و كانك تشير الى ما ورد في بعض كتب التفسير من خبر مرة عن عمر ابن الخطاب و مرة عن معاذ و مرة عن عبد الله بن ابي السرح.
هذه كلها اخبار ضعيفة و لا اظنك بعد هذه الخبرة الطويلة في النقاش مع المسلمين لا تعرف ما هو الحديث الضعيف . و ايضا تعرف ان القران يثبت بالتواتر.
اذا قرات الاية جيدا لرايت ان كلمة تبارك تبدأ بجرف ( الفاء) و هو حرف له دلالته في اللغة و انا واثق انك تعرف ذلك. عليه فان قائل ( فتبارك الله احسن الخالقين ) هو نفسه قائل ما سبقها, و لو كان القائل مختلفا لما اورد حرف الفاء, فالفاء هنا تعقيب على ما سبقها من القائل نفسه و لو اختلف القائل ما ذكر الفاء .
و تعبير احسن الخالقين قائله قصده لذاته , كما اوضحنا في نقاش سابق , لانه اجاز في مكان اخر من القران الكريم الخلق لغيره و هو المسيح عليه السلام و لو لم ترد هذه الاية لجادلنا النصارى بان المسيح هو الله لان الخالق هو الله. لذلك قال الله تعالى عن نفسه ( احسن الخالقين). و قد ورد هذا التعبير في سورة الصافات ايضا:
{أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} (125) سورة الصافات
لذلك فان القائل هو الله تعالى ة تبارك و لم يكن في مقدور اي بشر ان يفهم القصد من هذا التعبير و لكن الله يعلمه:
{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} (64) سورة مريم

ابن كثير:
قال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا حماد بن سلمة حدثنا علي بن زيد عن أنس قال قال عمر يعني ابن الخطاب رضي الله عنه : وافقت ربي في أربع نزلت هذه الآية " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين " الآية قلت أنا فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت " فتبارك الله أحسن الخالقين" وقال أيضا حدثنا أبي حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شيبان عن جابر الجعفي عن عامر الشعبي عن زيد بن ثابت الأنصاري : قال أملى علي رسول الله هذه الآية " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين - إلى قوله - خلقا آخر " فقال معاذ " فتبارك الله أحسن الخالقين " فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له معاذ مم تضحك يا رسول الله ؟ فقال " بها ختمت فتبارك الله أحسن الخالقين" وفي إسناده شديدة وذلك أن هذه السورة مكية وزيد بن ثابت إنما كتب الوحي بالمدينة وكذلك إسلام معاذ بن جبل إنما كان بالمدينة أيضا فالله أعلم .