أرجو أن أوضح بعض النقاط حول الكتاب المقدس.

1- لا يؤمن المسيحيون أن الكتاب منزل، بل هو من كتابة بشرية، و إن كاتب النص الانجيلي لا يتميز عن أي مسيحي يصل إلى القداسة عن طريق الممارسة المسيحية الصحيحة.
2- كونه من كتابة بشرية لا يعني أن الكاتب كتب على ذوقه بل بالوحي الإلهي، الكتابة البشرية بالوحي الإلهي تعني أن الكاتب كتب حسب معارفه و أسلوبه و لغته، و لكن الوحي الإلهي أرشده للمعنى المراد. أي هي موافقة الوحي للإنسان في لغته و موافقة الإنسان للوحي في المعنى المقصود.

3- إن البشارات الأربع ( متى ، مرقس ، لوقا ، يوحنا ) هي روايات كتبت فيما بعد قيامة الرب و صعوده و تروي سيرة السيد المسيح على الأرض، بعضها كانت عن معاينة حية و بعضها نقلاً عن أشخاص عاينوها معاينة حية.

4- إن وجود تناقض في التفاصيل وارد جداً بحكم النقل و الضعف الإنساني و ضعف حواسه، كالقدرة على الرؤية و التذكر ....الخ و وجود تناقض في التفاصيل لا يمس الإيمان المسيحي بشيء لأن موضوع الإيمان ليس هو التفاصيل بل العقيدة و المعنى الجوهري. أورد تشبيهاً لهذا من الإسلام من أجل التوضيح لا أكثر، هناك اختلافات كثيرة حول تفاصيل الحديث و السنة، و هذا لا يتعارض مع الإيمان الإٍسلامي، مع أن القرآن حض المسلمين على اتباع الحديث و السنة، الفرق أن في المسيحية نظام قانوني في الكنيسة مكن من تحديد الكتب القانونية من غيرها، و اعتبرت هذه الكتب قانونية و تم إيرادها ضمن الكتاب المقدس ليس لأنها صحيحة بالتفاصيل مئة بالمئة، بل لأنها صحيحة من وجهة النظر العقائدية و تتفق مع الوحي الإلهي الحي في الكنيسة إلى الأبد.