[CENTER][B]* على خطى معتقلي داريا: "صناع الحياة" في قبضة الأجهزة الأمنية السورية!

ما زال النشاط الاجتماعي "غير المرخص" محظوراً في سورية، ففي حادثة جديدة تذكر بما يسمى "معتقلي داريا"، أفادت منظمات حقوقية سورية بأن السلطات الأمنية ألقت القبض على مجموعة من الطلاب الجامعيين في اللاذقية على خلفية نشاطاتهم الاجتماعية والبيئية.

وأعلنت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوية"؛ أنه جرى خلال نيسان / أبريل الماضي؛ اعتقال مجموعة الطلاب المعروفين بـ "صناع الحياة".
[B]وقال المسؤول الإعلامي في المنظمة عمار قربي في تصريح خاص بـ "أخبار الشرق" إن مجموعة الطلاب المعروفين باسم "صناع الحياة" هم ممن "لبوا دعوة الداعية عمرو خالد لمساعدة المحتاجين من الفقراء بالدواء والألبسة، أو القيام بحملات تنظيف في القرى والبلدات لمساعدة الحكومة في تنظيف المدن". وأوضح قربي أن "هؤلاء الطلاب ليسوا تنظيماً سياسياً أو اجتماعياً، وإنما نشاطهم هو عمل طلابي ينخرط فيه طلاب من مشارب مختلفة لهدف محدد لا علاقة له بالسياسة". وأكد قربي أن اعتقال هؤلاء الطلاب "مخالف للدستور والقانون لعدم صدوره عن القضاء الدستوري المختصّ"، ورأي فيه "نكوصاً عن جميع الوعود بالإصلاح، كما أنه يعد مصادرة للحريّة الشخصيّة التي كفلها الدستور".

وكانت السلطات قد قامت بحملة اعتقالات مماثلة في نيسان عام 2003؛ بحق ما بات يُعرف بمجموعة "معتقلي داريا"، وقد بلغ عددهم نحو 25 معتقلاً، أفرج عن قسم منهم، بينما أحيل 11 آخرون إلى محكمة ميدانية "سراً" في كانون الأول 2003، وصدرت عليهم أحكام بالسجن دون أن يُتاح لهم حق الدفاع عن أنفسهم. وقد نالوا أحكاماً بالسجن تراوحت بين ثلاثة أعوام وأربعة.

وكان شباب داريا قد اعتقلوا عقب مشاركتهم في مظاهرة سلمية تدين الغزو الأمريكي للعراق، وتدعو إلى تبني برنامج طموح للإصلاح في سورية، مقدمين نموذجاً محلياً فريداً من نوعه في مكافحة الفساد وتلويث البيئة ومقاطعة البضائع الأمريكية.

وفي شأن متصل؛ أعلن المحامي أنور البني السبت أن المركز السوري للاستشارات القانونية والمنظمة السورية لحقوق الإنسان يقومان بحملة لجمع تواقيع للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي "ربيع دمشق" الستة المسجونين منذ حوالي أربعة أعوام.

وقال البني لوكالة فرانس برس إن "المركز والمنظمة السورية قاما بجمع أكثر من مائة توقيع حتى الآن عبر الإنترنت وعلى الورق لإطلاق سراح معتقلي ربيع دمشق الستة تحت شعار "دعوا ربيع دمشق يعود وأطلقوا أزهاره من السجن".

والمعتقلون الستة هم النائبان رياض سيف ومأمون الحمصي والخبير الاقتصادي عارف دليلة إلى جانب حبيب عيسى وفواز تللو ووليد البني.

وأكد البني "نطلق صرخة لإطلاق سراحهم ونطالب بالحرية لكل المعتقلين السياسيين والإعلان عن كل المفقودين والمختفين قسرياً، ونريد وطننا آمناً لكل المنفيين والمبعدين".

من جهة أخرى؛ قتلت عناصر من الجيش السوري يتمركزون في أحد مراكز الحراسة في القنيطرة نتيجة إطلاق النار عليه في 19 نيسان / أبريل الماضي، دون معرفة الأسباب.

وذكرت مصادر حقوقية أن المواطن إبراهيم العسراوي (28 عاما) قتل عندما كان يقود حافلة صغيرة (ميكروباص) في قرية بيت جن التابعة لمحافظة القنيطرة، وهي منطقة قريبة من الأراضي التي تحتلها "إسرائيل".

وكان شاب فلسطيني يقيم في مخيم اليرموك في دمشق قد تسلل إلى الجولان السوري المحتل في الشهر الماضي، وذلك بعد عدة أيام فقط من إزالة الحواجز على الطرقات المؤدية للقنيطرة لا سيما الحاجز في منطقة سعسع، بأمر من الرئيس السوري بشار الأسد بعد شكوى من جانب المزارعين الذين تعرقل هذه الحواجز حركتهم، وهو ما أثار تساؤلاً وشكوكاً بشأن هذه الحادثة.