الزميل عبدالمسيح على ما يبدو قرأ عن الإسلام في كل مصدر إلا من القرآن الكريم.
أدعو زميلنا العزيز أن يقرأ سورة النور، مطلعها خصوصا. وبينما يقرأها، أدعوه أن يستغفر ربه مع كل حرف لوقوعه في القذف إذ ذكر امرأة عفيفة شريفة عنه غافلة بالاثم، ووقع في عرضها دون بينة أو دليل. فلم ير بعينه، ولم يشهد محكمة حكمت.
وأدعوه أيضا أي يطلع على فلسفة العقوبات في الإسلام، حتى يعرف أن الحدود إنما هي رحمة لا نقمة، وليعرف أن الأصل درء الحدود بالشبهات، وأن أي تفسير للواقعة يجب أن يصب في مصلحة المتهم، فلأن نخطئ بالعفو عن مجرم، خير وأحب من أن نخطئ بعقوبة البريء.
ولينظر أن كافة الحدود قد عسّر تطبيقها عمدا رحمة بالناس، إلا حد القذف، وهو الوقوع في أعراض الناس بغير برهان.

فحد الزنا لا يطبق غير باعتراف المتهم وإقباله على الحد، أو برؤية شهود اربعة الفعل جهارا عيانا. هذا ويلغى الاعتراف في أي لحظة قبل تطبيق الحد أو أثناء تطبيقه.
ويدخل في إيقاف الحد قول البنت العذراء إذا أتتنا حاملا في أن سبب الحمل إنما هو مني شربه فرجها في الحمام، أو أنها قد أخذت وهي نائمة.

وحد السرقة لا يطبق إلا إن أخذ السارق ما ليس له فيه شبهة ملك، من حرز، لغير حاجة ضرورية له هو أو من يعول، بما يزيد عن النصاب.

وحد الحرابة يسقط بتوبة المحارب قبل الظفر به.

قد يقول قائل، وهل هذا مفيد للمجتمع؟
سنجيب هذا القائل بعد أن نعرفه من هو، فقد كاد المريب أن يقول خذوني!