اقتباس:  فضل   كتب/كتبت  
ابراهيم

قد يترك الفرد ايمانه بالدين لسبب او لاخر ...لكنه لا يترك ابدا انتماءه  لاشياء بسيطة وجميلة لا تباع ولا تشترى...صوت امه  وهى ترتل له تراتيل  الله  لينام الطفل ..صوت ابيه ..صوت المجموع والوطن وهديره.. واحلامه ان تكون امه وابيه واخوته ووطنه معززين مكرمين وفى احسن حال

هناك اشياء لا تباع ولا تشترى.. هناك الانتماء  

عزيزي د. فضل:

أتفق معك تماما. و لأننا لا نعرف بعض سوى من خلال ما نقرأ في منتدى حواري ربما ظهر مني لك عكس ذلك. أنا أيضا أؤمن بأنه لا يمكن بنيان ميراث حضاري حاضر دون الارتكاز على ميراث الماضي الثقافي، مع أهمية غربلته و قراءته و التعامل معه بوعي. أؤكد لك أني أريد لأمي و أهلي و أخي بمصر و وطني بجملته أن يكون في أحسن حال و أفخر بأني مصري. التقيت بأخ أميركي أسود اعتنق الإسلام و جلست أتعرف إليه. و لما سمعني أقول إني عربي انتفض لأنهم يتوقعون أني أقول أني أفريقي. أجبته أمام بناته المسلمات أني مصري و عربي و أفريقي و الآن مواطن أميركي و أكتسب هويات تُضاف إلى ميراثي الإنساني أينما حللت. عندما كنت بالأردن شعرت أن جزء جميل يُضاف إلى حياتي و هي حياة أبناء الغور الشمالي و شعرت أني جزء منهم و لا زلت. الانتماء يا دكتورنا غريزة فطرية لا تستدعي أن ندعو إليه من منابر المساجد أو منابر الكنائس بل هي حق أصيل متأصل فينا، إنْ جاز لي أن أسميها كذلك. أؤمن بهذه الأمور و لكني أكره الابتذال الذي تربينا عليه من خلال دروس التربية القومية بمصر لدرجة أن الأغاني الوطنية صارت أكثر شيء ممل لأن الكلام هنا كان من الخارج من باب التجمُل و تجميل الواقع و لكن دون استقصاء معاني وجودنا العربي فرديا و أيضا جماعيا.

تحياتي.

(f)