philalethist

في البداية قلت لي (( لأن العلم يسأل "كيف؟" وليس "لماذا؟))
ثم عندما أتيتك بأسألة علمية بصيغة لماذا لم تستطع دحضها و أوقعتك نفسك في حرج عندما اكتشفت أن العلم يسأل بـ (كيف و لماذا و هل و ما و متى و أين وكم و أي) و بكل أدوات الاستفهام
بدأت تضع استثناءات و قلت لي بانتقائية (( سيدي نحن نتحدث عن العلم في مراحل اكتشافه للحقيقة العلمية وليس عن أسئلة المقررات الدراسية التي تـُقدم بخصوص تلك القوانين بعد اكتشافها.))
و يبدو أن السؤال بصيغة لماذا عن العلة الكامنة و راء ظاهرة طبيعية معينة لا يكون سليما في رأيك إلا عندما تعرف له جوابا شافيا و مقنعا و يكون ضمن المقررات الدراسية.

توقف عن هذا العبث أرجوك
السؤال الذي طرحته سليم لغويا و منطقيا و ليس لك الحق تعيب في السؤال و تدعي أنه غير منطقي لمجرد أنك لا تعرف له جوابا.
هذا سؤال مشروع لأنه يبحث في العلة الكامنة و راء ظاهرة و حقيقة موضوعية يشهد بها الجميع.


النقاش يجب عن يدور حول جواب السؤال و ليس حول السؤال

((ماجدوى أن تعرف لماذا "جسم الإنسان مبرمج على الموت ذاتيا (أن يفني نفسه بنفسه) الهرم و الشيخوخة ثم الموت." و غيره من الظواهر التي يشهدها الإنسان من حوله؟
أجبني أنت عن هذا السؤال.))

المعرفة في حد ذاتها غاية و أنا أستغرب سؤال عن حاجة الإنسان إلى الإلمام بأي نوع من المعرفة.؟
قبل أن أجيبك يجب أن تعترف بهذه الظاهرة العلمية و لا تسخر ممن يحاول أن يجد العلة الكامنة و راءها
لست أنت من يحدد المباحث التي يجب على العلم أن يخوض أو لا يخوض فيها ؟

على كل حال الجواب على هذا السؤال بسيط جدا و لا يتحمل لأنه يضعنا أمام احتمالين لا ثالث لهما :

إما أن الجسم قادر على بناء و تجديد نفسه و مع ذلك فهو يتصرف بخلاف ذلك ؟
أو أن الجسم غير قادر على ذلك ؟

و قد اثبت للزميل زياد أن الجسم أن الاحتمال الأول هو الصحيح :

((إن جسمك قادر على بناء خلايا جديدة و إحلالها محل الخلايا القديمة و تجديد نفسه نتيجة عملية التغذية التي تزوده بكل المواد التي يحتاج اليها ليبقيك في أحسن صورة و هو الذي بنى نفسه من قبل من خليتين باستخدام هذه المواد.

و لو كان كلامك صحيحا لوجب أن تبدا حياة الإنسان من أكمل صورة جسدية و عقلية ثم تبدأ بالإنحدار لكن المشهود لدينا أن حياة الإنسان تبدأ بصورة بدائية و ضعيفة ثم تترقى جسديا و عقليا لأن عمليات البناء تكون في جسمك أكبر من عمليات الهدم.
إلى أن تبدأ عمليات الهدم تصبح أكثر من عمليات البناء.))

نعم الجواب المنطقي الوحيد على هذا السؤال هو بوجود قوة خارجية ربطت بين فناء الأفراد و أنظمة إعادة الإنتاج و التكاثر فالغريزة الجنسية عند الإنسان و الحيوان هي للحفاظ على النوع

ولأن الموت سيحل بالأفراد في نهاية المطاف؟ وأنه لا بد من عمل ترتيب ما حتى لا تفنى الأنواع و تفنى بالتالي كل أشكال الحياة وهذه الجهة قطعا ليست هي ذات الكائن.

فهل الحمار أو الدب أو الغراب يحمل هموم أمته إذا جاز التعبير حينما يلبي نداء غريزة الجنس الجواب قطعا لا إنه أغبى بكثير من أن توكل إليه مثل هذه المهمة التي تفوق مستوى وعيه , قد توكل إليه مهمة الحفاظ على ذاته مثل التصرف في الخطر أو تأمين الطعام لأنه ييعي أهدافه من هذه العمليات الأخيرة .

فهو حينما يلبي نداء الجنس يقدم خدمة جليلة لنوعه و هو في ذات الوقت لا يعي سوى أنه يخدم نفسه و يشبع غريزته.

إذن هناك قوة ما خارجية وعاقلة في نفس الوقت أرادت لهذا النوع أن يجدد نفسه حتى لا يقضي الموت على نوعه و هذه الجهة هي قطعا ليست ذات الحيوان الذي يعي أكثر من حقيقة أنه يسعى لإشباع غريزة بأي وسيلة.

و هذه القوى الخارجية ذكية و حكيمة و الذكاء والحكمة صفات تطلق على العاقل و لا تطلق على اللاشيء و لا تطلق أيضا على لفظ مجازي مثل الطبيعة أو القوانين الكامنة في المادة.

مودتي