السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي ...؟
[CENTER]الحيّة - أو ( الأفعى ) تبدّل ثوبها كلّ عام , ولكن طبيعتها تبقى هي هي ..!!! ؟؟؟؟[/CENTER]
مريم نجمه
najmeh@wanadoo.nl
2005 / 5 / 22
إن النظام القمعي في سورية بقي هو هو.. لم يغيّر جلده وثوبه .. منذ " حركة التصحيح " سنة 1970 , أي أكثر من خمس وثلاثين عاما حتى اليوم .. حتى هذه الساعة , واللحظة , .. " والذي شبّ على شئ شاب عليه " كما يقول المثل .
إن النظام السوري لم يشلح ثوبه أويبدّله حتى ولو كل عقد .. أو كلّ ربع قرن ...! ؟؟؟؟ وقد تمزق , واهترأ هذا الثوب , وامتلأ بالعث والعفن .. ولم يخلعه , أو يجدّده.., ولن يتغيّر أبدا لا شكله ولا مضمونه ولا أداءه إلا برحيله - على يد المعارضة الوطنية الحرة الصادقة الشريفة , بالنضال المتواصل والتضحيات المستمرة وبكل الوسائل والسبل في الداخل والخارج , بالتضامن والوحدة الوطنية الحقيقية التي هي أساس النهوض الشعبي في كل تحرر وثورة تغيير وتجديد إلى الأمام وتجاوز القديم البالي الصدئ , الذي تصر السلطة في سوريا أن يبقى هذا البرقع أو القمقم تحتجزنا فيه إلى الأبد .
لقد أعطى .. وبدّل هذا النظام الطائفي العشائري ثوبه لوريثه" حقيقة منذ خمس سنوات ... , وألبسه فوقه قميصا من دور الأزياء الأوربية الشهيرة ( بيير كاردان ) , وادّعى أنه سيغيّر النهج والأداء , إنه شاب تعلّم في إنكلترا ذات النظام الديمقراطي ومتأثرا بها , ويمتلك مقوّمات القيادة العسكرية والأمنية والسياسية لدولة مثل سورية ذات عمق تاريخي وتحرري , وموقع ستراتيجي ...؟؟؟؟!!!! , ولكن الذي تغير حقيقة هو الإسم فقط .. ولكن بقيت طبيعة النظام هي هي , التركيبة والمضمون وأساليب الحكم والممارسة اليومية والنظرة للشعب والمواطن , وطريقة الحكم بقيت هي هي بل أكثر تخلفا وصنمية .. وتحنيطا وتشبثا بالكرسي والإمتيازات والسلطة والديكورات والتنازلات أمام العدو .
إن هذا النظام لا يؤتمن جانبه , ولا يطمأن له , لأن طبيعته السامة الحاقدة موجودة في داخله .. في أجهزة أمنه , ونسيج خدّامه وحاشيته , ومفاصل إلتواءاته .
ومن المؤسف أن الذين راهنوا على تجديد هذا النظام وإصلاحه ..,ما زالوا يعيشون في " سراب خمس سنوات " تخديرا وتضليلا - وبالتالي , ضللوا أنفسهم وشعبهم في نظام فاسد حتى العظم .
فمن أين يبدأ التنظيف والتجديد ..؟ أليست التركيبة والهيكلية للطغمة الحاكمة في سورية متاّكلة , مريضة , مهترئة , ومتعفنة ..., ؟ وجوه مزمنة أكل الدهر عليها وشرب . الشعب ملّ هذه الوجوه , وهذه الأساليب البالية المتخلّفة في إدارة الدولة والتحكم برقاب البشر .. والحجر , " ففاقد الشئ لا يعطيه " .
فعلينا أن لا ننبهر - نحن المخضرمين في العمل السياسي - بأساليب الدعاية الرخيصة - في تقديم الوجه الجديد القديم - باالشكل , والعمر , والرّتب , والألقاب , والقصور , والإستقبالات وووو .....
فسورية الشعب والنضال والتضحية والفداء , والمواقف ... موجودة قبل أن يولد هذا ( الوريث ) , ويعطى كلّ هذه المهمات والألقاب الكبيرة جدا عليه فعلا .
مسكين الحزب .. والجيش السوري .. والجمهورية السورية .., كيف انتقلت هذه الأسماء الكبيرة إلى أيدي ومسؤولين غير مؤهلين لهذه القيادة والمسؤوليات الجسام - فأفقدوها معانيها ودلالاتها وقيمتها الوطنية والسياسية والعسكرية , والإقتصادية , الحقوقية والمدنية .. والإنسانية النبيلة .
ولم تكتمل صورة هذا النظام كذلك إلا بعودة " السفّاح " الصغير - رفعت الأسد - عم الرئيس , ضمن صفقة ( دولية ) معروفة النتائج والغايات ..؟؟؟!!!!!
بإسم الإصلاح من الداخل .....
وأي إصلاح ...؟
وبمن يتمّ هذا الإصلاح ...؟
وبأي يد ملطخة ... يتمّ هذا الإصلاح .....؟؟؟؟؟؟؟؟
فقد كان من بوادر هذا الإصلاح " الديمقراطي " جدا .. حملة الإختطاف , والإعتقال والقتل الأخيرة التي طالت :
المناضل الشيوعي العراقي شاكر الدجيلي - والشيخ الخزعلي - والكاتب والحقوقي علي العبدالله - والإعتقالات في اللاذقية وحلب ومناطق أخرى في سورية وأخيرا وليس اّخرا إغتيال السيد أحمد المسالمة ,المريض تحت التعذيب , إثر عودته من المنفى بعد أكثر من عشرين عاما حيث اعتقلته السلطات الأمنية من المطار .
الأمر الذي يؤكد صحة تحليلنا وموقفنا من النظام , الذي يصمّ اّذانه عن مطالب شعبه في الحرية والديمقراطية وسيادة القانون - منذ أربعين عاما مضت . ودون أن يحاسب هذا النظام لا داخليا ولا خارجيا , بما اقترفت يداه من مظالم ومقابر وحفر جماعية ومشانق , وتخريب إقتصادي وإجتماعي , اشترك في تنفيذها السفاح - رفعت الأسد - ذراع القوات الخاصة - لحماية وتثبيت النظام الإستبدادي - وإن اختلفوا حول التوريث والخلافة " للمزرعة السورية " .
رفعت هذا العائد مجددا لحارته و " فتوّته " تحدّيا لعواطف الشعب السوري الذي لم تلتئم جراحه بعد .. قتلا وسجنا وتشريدا ونفيا وإذلالا , - وتخريب المجتمع المدني , وتسطيحه وتغييبه ..., لتبقى دولة الفساد والمافيات والسرقات والإثراء غير المشروع وتبييض الأموال في البنوك والفضائح على صفحات الجرائد و" الإنترنت " , - متربّعة على رقاب شعبنا دون محاسبة أو رقيب .. إلى الابد .
لا لا .... لن تفيدكم أيها الجلاّدون , لن تبيضّ وجوهكم وتغسل أيديكم وعاركم هذه الأساليب المفضوحة الرخيصة ..., ودعم الدول الكبرى لكم , والتغطية والتعتيم الإعلامي عن جرائمكم بحق الشعب والوطن مهما سترتم وجوهكم بأقنعة مزيفة , ومهما سعيتم بكل إمكانياتكم الظاهرة المعلنة والباطنة السريّة لتأخير عجلة التغيير والتجديد لسلوك وخطاب وممارسة فعلية على أرض الواقع الملموس .., سيقول الشعب كلمته أخيرا .. إن عاجلا أم اّجلا , كلى أمل في تحقيق ذلك. والحقيقة ستنتصر لا محالة ولن يرحمكم التاريخ .. " فطوبى .. للمدافعين عن الحق لاأن الحقّ يحرّرهم " .
إن إستمرار إختطاف المناضل العراقي شاكر الدجيلي , والسكوت عنه - والإعتقال التعسّفي للكاتب والناشط في لجان إحياء المجتمع المدني وحقوق الإنسان علي العبدالله - واعتقال الشيخ الخزعلي - وبقية المعتقلين السياسيين القدامى والجدد , يشجّع أنظمة وأجهزة القمع والإرهاب السوريّة , على الإستمرار في إنتهاكاتها لأبسط حقوق الإنسان دون حسيب أو رقيب .
إننا نتضامن... مع جميع إخوتنا وزملائنا في السجون السورية من معتقلي الرأي والضمير القدامى والجدد .
كما نتضامن مع عائلاتهم الصابرة على القيد والظلم .
نحن معكم جميعا نشدّ على أيديكم
لنتضامن جميعا .. في سبيل بناء غد أفضل لشعبنا وأجيالنا الجديدة .. , خال من أساليب العنف والقمع والبغضاء والإستغلال ..والحروب واغتصاب واحتلال أوطان وأراضي الغير . ... واللاإنسانية .
لنتضامن ونناضل جميعا .. في سبيل بناء مجتمع العدالة والمساواة والحرية والتقدّم .. تسوده المحبة والتضامن والخير والفرح .. .
. والسلام الحقيقي
الحرية الحرية الحريّة ... الحرية لكل المخطوفين .. والمعتقلين في السجون السورية .
نحن معكم معكم .. .. معكم
يا أبناء وطني
|