الإيمان مغامرة في المجهول.. هكذا يقول المعلم اسحق؛ أما مغامرات تسلق الجبال فستودي بالإنسان إلى الموت أو السجن.
ولكن لم يكون الإيمان مغامرة مجهولة العواقب؟... لابد أن الجواب الغائب هو أن المعلم لا يضمن لنا الجنة كخاتمة سعيدة لغامرة الإيمان هذه, وإلا لقال عنها بأنها مغامرة في المضمون بدلاً من مغامرة في المجهول.
هذه أول نتيجة فلسفية نستخلصها من العامل الأول "مغامرة الإيمان في المجهول" من عوامل الجذب إلى الله التي حدثنا عنها المعلم بداية.
أما إبليس فإنه يعيق عوامل الله الجاذبة للبشر ويحرفها عن مساراتها.. لقد أخطأ الله بخلق إبليس.. فقد خلق النكد لنفسه, فهذا الحيوان إبليس يدفع الناس إلى مغامرات تسلق الجبال بدلاً من قضاء أعمارهم قابعين في دور العبادة يمارسون مغامرة الإيمان المجهول.. إن دور العبادة –حسب رأي المعلم- هي مرتع المغامرات الحقيقي.. أما إضاعة الوقت في تسلق الجبال فهو انحراف عن هذه المغامرة بسبب إبليس الذي يستخدم سياسة العصا والجزرة في ذلك، أما الله فإنه لا يفعل ذلك, بل يستخدم سياسة النار والجزرة فقط، فهو لا يهدد من لا يغامر في دور العبادة بالنار ولا يغريه بالجنة, بل يجلس على العرش أعلاه "يكش دبّان"؟!! أليس كذلك أيها المعلم؟. ربما أنه كيلا يقلد إبليس اللعين يستخدم سياسة "الخشبة والفجلة".
إن الله هو من يستخدم سياسة العصا و الجزرة.. وهذا الاحتياج إليه, لا بل الابتزاز الذي يتعرض له البشر –والمعلم يسمي الخضوع له مغامرة إيمان- هو أحد أهم أسباب الجاذبية الإلهية.. نتيجة فلسفية ثانية.
وبسبب الجزرة هذه والعصا تلك فإن الله استطاع إغراء المعلم وكثيرين غيره بقضاء أعمارهم في مغامرات العصا والجزرة الإلهية تلك في دور العبادة بدلا من المقاهي وتسلق الجبال مفضلاً الموت حسب الطريقة الإلهية وهو مبتز مستعبد راكع... على الموت لهواً وتسليةً... نتيجة أخيرة.
سنناقش فيما يتبع المعلم في عامله الثاني "الاحتياج إلى الأمان" راجين من أن يستكمل عوامل الجاذبية الباقية كي نناقشه فيها.