طبعا الأمور متداخلة جدا بالعراق...

الزعم بان التصفيات تمضي بخط واحد يعني أن ننسى ما تفعله منظمة بدر وغيرها تحت عباءة الحرس الوطني!! ولا أظن أن ما جرى في المدائن والقائم والرمادي والفلوجة والأنبار بخاف على أحد، ومع هذا فإن الشرفاء هناك يؤثرون تحميل هذه الجرائم البغيضة لجنود الاحتلال على أن يفتحوا الباب للحرب الطائفية!!

حتى الشيخ حارث الضاري تمنى قبل شهر تقريبا في الحوار المفتوح بالجزيرة ألا يضطر لتسمية من يقوم بالتصفية لعلماء السنة في العراق ولكنه فعلها مضطرا بعد شهر...

وبعد أن قال ما قال انفتح باب جهنم عليه حتى أن قناة العالم الإيرانية استرسلت ليومين كاملين تتلقى مشاركات السعدي وما بعرف شو من الشخصيات للنيل من الشيخ وبدأت مزاعم مصافحته للصهاينة، وان الوزير الإسرائيلي قال له أنت أفضل في التعامل معنا والدماثة من السادات!!!:lol:

يعني فتنة طائفية اندفعت لها لإيران وقناتها بانفعالية غبية، واتضحت كل آيات النفاق التي من أبرز آياتها: (إذا خاصم فجر)

المهم أنه حين اغتيل الحكيم ذهب وفد من علماء أهل السنة لتعزية البيت الشيعي، فهل فعل السيستاني أو مندوبيه شيئا من ذلك في حادثة اغتيال واحدة لعالم سني؟!!

ألا يعني هذا منطقيا أن علماء أهل السنة برءاء من عمليات الإرهاب التي تستهدف خصومهم الشيعة، بينما مراجع الشيعة لا يتبرؤون من العمليات المقابلة!!!

وقد قلت جواهر أخي عدنان، فلولا التدخلات الخارجية لما كان في العراق مشكلة أصلا، ولكن تداعي الشيعة من إيران والخليج إلى تلك الأرض المنكوبة كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها أزم الأمور وفجر الأحقاد فكانت تلك المجازر البشعة التي يغطى عليها بسيرة تصفية بقايا النظام وأزلام الزرقاوي!!

لماذا لم تخبر إخواننا العراقيين ما دمت حادبا عليهم ناصحا لهم عن خبراتك في غرف البالتوك وأندية النت ما يقوله أشياعك؟

أما سمعت من يلعن كل الصحابة إلا من يسميهم النجباء، ويتقرب إلى الله بلعن أبي بكر وعمر وعثمان؟

أما سمعت من يدعو باسم الضيم التاريخي والظلم الأموي القديم إلى الأخذ بالثأر من أحفاد الظالم، وأن الله يمهل ولا يهمل؟

أنسيت وأنت الكويتي أن الشيعة بادروا قبل حرب الكويت وقبل صدام إلى زرع المتفجرات في الكويت لزعزعة استقرارها لصالح دولة خارجية هي إيران؟

أنسيت أن موسمي حج عام 87 وعام 89 تعرضا لمسيرات مسلحة من الحرس الثوري في أطهر بقعة (حرم الله الآمن بمكة) فدب الرعب بين الحجاج، وقضى في المسيرة حوالي 400 حاج وبريئ؟

أنسيت أن مجموعة أسمت نفسها حزب الله في الخليج قامت أواخر الثمانينات بزرع متفجرات أمام إحدى صناديق القمامة بمكة المحروسة، فقضى نتيجة هذا العمل الإرهابي الجبان عدد من الحجاج، ثم اعترف أولئك الأنذال بعد القبض عليهم أنهم مجندون من إيران وأعدموا وكانوا جميعا من الطائفة الشيعية بالخليج؟

قصص كثيرة يمكنني أن أذكرك بها لأريك حقدا مقابلا إن أصبحت عيونك تتعامل بهذه الانتقائية

مع فارق بسيط وهو أن ما يجري في العراق الآن معركة يتداخل فيها كل شيئ، والخطأ وارد فيها بنسبة أكبر من الواقع السلمي الذي استهدفت فيه إيران مكة والمدينة في مواسم الحج أبان طموحاتها التوسعية ومحاولاتها تصدير الثورة

قل لي بالله عليك ما الذي يدعو إيران اليوم لتحدي دمشق الأموية في عقر دارها بحيث تستعرض كتائب حزب الله في شارع مدحت باشا بدمشق يوم عاشوراء وكان كل الذين يلطمون من الإيرانيين أو أشياعهم اللبنانيين من أنصار حزب الله، وقد ضجت منظمات حقوقية لهذا التحدي الذي لا يمثل أكثر من استفزاز لمشاعر أحفاد الأمويين، وما كان مثل هذه الممارسات الرخيصة لتجري لولا دعم النظام وصلاته المشبوهة والتي لا تخلو من أبعاد طائفية مهما تسربلت بالعلمنة والبعثنة


قصص كثيرة عن نشاط مستفز، أذكر أنني عندما كنت في السودان، كانت فترة نشاط شيعي ضخمة هناك، وكان نظام البشير يغض الطرف عنها طمعا في دعم إيران للسودان التي طحنتها الحرب الجنوبية، كنا ننفخ في قربة مفتوحة مع إخواننا هناك بأن إفساح الحرية التعبوية بهذه الطريقة للإيرانيين ليس في صالح أمن السودان القومي، ولكن إخواننا في مصر والسودان والمغرب العربي بسبب عدم احتكاكهم المباشر مع الإخوة الشيعة كانوا يعتبرون أن مثل هذه التحذيرات نوع من التعصب الوهابي الذميم!!

بعد سنتين ونيف اكتشف السوادنة أنفسهم أنه لا تنمية ولادعم ولا هم يحزنون، حيث لم تبن إيران للسودان مصنعا، ولم تفتتح طريقا، بينما استغلت الفرصة المتاحة لمحاولة تصدير الثورة الشيعية لا أكثر!!!!

وهنا حددوا نشاط هذه المعارض والمراكز المشبوهة بعد أن عرفوا أن القوم لا يرجون لهم خيرا يذكر!

عموما الحديث ذو شجون

ومع ذلك فأغلق هذا الملف فهو نتن ووالله إنني أتأذى من نتنه، وما كنت أظن أنني سأنساق مع توجيهك هذا الانسياق!!

سلام عليكم(f)