جميل يا قوة الصليب، بدأت تسأل للتعلم.

الحديث الصحيح هو ما رواه العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه دون انقطاع من غير شذوذ ولا علة قادحة.
والعدل: هو الإنسان المشهود له بالنزاهة وعدم مبارزة الله بالمعاصي، لا نقول معصوم لأن الناس يخطئون، لكننا نقول عدل أي عكس فاسق.
والضابط: هو الحافظ كما سمع، فهو يبلغنا الحديث كما سمعه تماما دون اجتزاء أو إضاقة بفعل الذاكرة السيئة، ويبلغنا الحديث كما سمعه لا كما فهمه.
من غير انقطاع: أي أن كل راو قد عاصر الراوي الذي قبله وسمع الحديث منه مباشرة.
من غير شذوذ: أي أن الراوي لا يخالف في روايته ويعارض من هو أوثق منه، وقد يكون من هو أوثق منه مجموعة رواة، أو رواة مشهورين بالضبط أكثر منه، أو أن يخالف التواتر.
علة قادحة: وهي عيب في ذات المتن يجعل الرواية مستحيلة، إذ لا يمكن أن يدرك الراوي المتن بحال، كأن يروي ابن عباس شيئا عن حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أوائل العهد المكي. لعلمنا أن ابن عباس كان طفلا غير مميز حينها.

أما الرواية المتواترة، فهي رواية يقينية، وتوجد في الإسلام وغيره من الأحداث، وهي:
ما رواه جمع غفير يؤمن تواطؤهم على الكذب أو الخطأ أو النسيان عن مثلهم من أول السند إلى آخره في منتهاه إلى الحس.
ومنها مثلا وقوع الحرب النابوليونية في أوربا، ومنها انهيار دول المحور في الحرب العالمية الأولى، ومنها ثبوت أن القرآن الذي بين ايدينا هو بعينه القرآن الذي قد كتب بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبأمره.

علماء رواية الحديث يذكرون كافة الأحاديث التي وصلتهم، مشفوعة بأسماء الرجال الرواة، وقد يمحصون فيها أكثر فيذكرون صحة الحديث وضعفه.
إلا أنه لا توجد سلطة دينية أو أكليروس تحدد ما هو المسموح وما هو المحروم، الموضوع أبسط من ذلك وبإمكانك قبل أن تبدأ في محاولة نقدنا أن تتعلم عم تنقد.

أرجو من الله أن يكون تعبي هنا قد أثمر.