دعاة وحدة الصف الإسلامي لا يستطيعون كظم انفعالاتهم طويلا فيستغلون أقرب الفرص للطعن في مخالفيهم بما استطاعوا، وقديما قالوا حبل التقية قصير!!!

فجأة بدا أن العلايلي -الذي لم نسمع عنه قط - أبرز علماء السنة بلبنان!! فأين العلامة صبحي الصالح، واين العلامة المفتي خالد، وأين العلامة فيصل مولوي عضو مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي وهيئة كبار العلماء، وأين الشيخ المفتي القباني وأين العشرات من العلماء إن كان هذا العلايلي أحد ابرز علماء السنة!!!

مهما تحدثتم فواضح أن ثمة نفس شيعي في العرض، وثمة تهوك بالخلفاء الأربعة لا يقول به عامي من أهل السنة بله أن يكون من أبرز علماء السنة

لن أخوض في تفاصيل كفاني إياها الزميل جواد وغيره، ولكنني بالفعل أتوقف عند سر هذه الأحقاد التي يتوارثها القوم كابرا عن كابر!!

يعني بالله عليكم كيف تتحد الصفوف وفينا مثل هذا السوس الذي ينخر بالرموز لا بمن دونهم؟!!
كيف تتحد الصفوف وفينا من يغلب كراهيته فوق كل اعتبار ثم يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب...

كيف يمكننا أن نعتقد أن هؤلاء منا ونحن منهم ونحن لا نرى منهم غير أحقاد وثارات يسمونها بغير اسمها ويؤولونها بما يغبش حقيقتها؟

وأهم من ذلك كله: متى يعلم هؤلاء جميعا أن بيوتهم من زجاج قبل أن يبادروا برمي الناس بحجارتهم؟!!!

نفسي والله تتقزز من رمي حجر في بركة موبوءة بالنتن الطائفي، ولكن ما الحيلة وبغاث الطير تستنسر، والأرانب تستأسد، وتريد أن تزور الصورة بعد قرون حفرتها في ذاكرة الأمة!!

نتعالى على هذه الطائفية، ونبحث عن المشترك، ونكذب كل تجارب من سبقنا طلبا للوحدة، ونتغاضى عن سفساف الاستفزاز طلبا لرابطة تعصمنا إلى حبل الله المتين

ثم تتبدا لنا الأمور وتتكشف يوما فيوم، فإذا به يخيل إلينا أننا قد نلتقي مع المسيحيين في قواسم أكثر مما سنلتقي به مع هؤلاء الذين نعدهم من أهل قبلتنا!!!

أتمنى أن أكذب ما صرت أنتهي إليه مؤخرا لولا أن كل المعطيات تنحو بنا جميعا نحو هذا الشعور المقلق، والذي دفعني ودفع غيري كما قال أخوي فضل والمعري إلى الشعور بأننا حيال ديانة أخرى تجمعنا إليها بعض المشتركات لا أكثر!!!

احترامي لكل العقائد والمذهبيات، وتقديري لكل صادق يعلن عقائده بوضوح دون لف أو دوران، ولا يستخدم التقية إلا في حال الإكراه.
واسلموا لود واحترام(f)