أنا أفهم يا قوة الصليب منطقكم في المطعومات والمشروبات، وبناء عليه فليس ما يدخل الإنسان ينجسه بل ما يخرج منه كما تقولون.
ولهذا كان أكل الخنزير عندكم لا شيء فيه، وكذلك أكل الحمار والبغل والحلزون والخنفس.

أما أنت فلا تعرف منطقنا في المطعومات وتأتي مبارزا بشيء أنت واقع فيه.

أنتم تأكلون كل الطعام، ضمن شروط لا علاقة لها بالمطعوم نفسه، ثم تأتي عائبا علينا شيئا من المطعومات المباحة؟

هوذا قومكم من الفرنسيين في جنوب فرنسا يأكلون الحمار بكل نفس مفتوحة، وفي شرق فرنسا يأكلون الحصان بكل تلذذ.

عزيزنا، المطعومات عندكم مأكولة جميعها، ولا داعي للدوران حول أحكام المطعومات عندنا، فنحن أعرف بها منك. وكل ما أكله محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان مباحا.

الرؤيا التي رآها بطرس تشير بوضوح أنك كإنسان خاطئ لا يليق بك أن تجعل ما خلقه أهيه الذي هو أهيه نجسا. فالجراد طاهر وقد أكله يوحنا في البرية، والحمير طاهرة وتؤكل، والخنازير والكلاب والضفادع والحلزون، كله طاهر حسب قول أهيه الذي هو أهيه لبطرس، ولغيره.

أما أنت، فلا تنغلق ضمن الشرق الأوسط أو مصر، فشيء لا تستسيغه كمصري قد يستسيغه أخ لك في الدين من الفلبين أو روسيا أو فرنسا أو أمريكا اللاتينية، فلا تكن معثرة للصغار بافكارك الخاطئة.

وختاما، لم أر منك اعتذارا لما قد تفوهت به بحقي، ام أن الكلام الذي تهين به محاورك ليس نجسا ولا ينجس الإنسان، والطعام الذي يؤكل هو الذي ينجس الإنسان؟

[MODERATOREDIT]أن تقول للعضو التناسلي الذكري زب، والعضو التناسلي الأنثوي كس، وللعملية الجنسية نياكة، كل ذلك قد خدش سمعك الرهيف وأخلاقك العالية، أما أن تقول لمحاورك يا جاهل كان مثل السمن على العسل!
أي هو الشر، أن تسمي الشيء باسمه، أم أن تشتم الناس؟[/MODERATOREDIT]