لك رأيك وله احترامه ولا شك، لكن أن تحاول الإيحاء بأن ما تكتبه موضوعيا فذلك شأن آخر!!

بداية فأنت -كما قلت لك سابقا- وقفت عرضك لما تسميه سرقات الإسلاميين! ولم تجد غير البغدادي وأضرابه لتتقوى به على ما تسميه سرقة!

وفي هذا العرض، وأمام عملية تشهير يراد بها استعداء الجمهور الكويتي على الإسلاميين بعد ان اختارهم وأخرج المنبر الليبرالي من العملية الديمقراطية بخفي حنين!!

أقول للزميل وقد فندت له أصل القضية فيما مضى قبل أن يسترسل في مسلسل تعصبه ضد الإسلاميين ولا أحد غير الإسلاميين!!

السرقة يا صاحبي هي نسبة أفكار نال صاحبها براءة إبداعها، لا استعارة جملة أو أكثر من سياق ما، خاصة حين يشير صاحب الاقتباس إلى أنه يقتبس من آخرين ولا يسميهم.

طبعا هناك مبررات كثيرة في نظري لعدم تسمية من نقتبس عنه أحيانا تحكمها حسابات سياسية وأمنية واجتماعية.

وحين أريد أن أسوق لفكرة ما بموضوعية دون أن يحول اسم الكاتب دون الإفادة منها فلا أجد أي سلطان أخلاقي أو ديني يحول بيني وبين هذا السلوك، خاصة حين يكون الاقتباس في مقال لا في بحث علمي محكم أو رسالة أكاديمية.

على أن جريمة السرقة إحدى الجرائم التي تعاقب عليها القوانين، وما لم يثبت قضائيا بأنه سرقة فليس من حق أي كان تسميته بهذا الاسم افتئاتا على سلطان المحاكم.

يقيني أن منهجية الزميل ليست انتقائية تخص خصومه الإسلاميون فحسب، ولكنها غير منضبطة ولا مسلمة، فكم استعار الشعراء بعضهم من بعض حتى أقحموا بيتا أو عدة أشطار من قصيدة وضمنوها قصائدهم، وفن التضمين والاقتباس معتبر أدبيا وعلميا، وقد نقل ابن قدامة المقدسي في مختصر منهاج القاصدين عبارات مطولة عن الغزالي دون أن يرى ضرورة لنسبتها، واختار أبو العز الحنفي أن يخفي اسم ابن تيمية من كتابه (شرح العقيدة الطحاوية) مع أنه اقتبس عنه نصوصا مطولة لما يعرفه من موقف سياسي وأشعري وصوفي تجاه اسم شيخ الإسلام، مما يجعل البعض يغفل عن خيره بحجاب العداوة والخصومة! ومثل ذلك فعل كثيرون مع أفكار الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب فكانوا يخفون اسمه من اقتباساتهم لما يعلمونه من أثر سلبي على بعض الأوساط لو ذكر اسمه في معرض الاقتباس ولو لفكرة لا غبار عليها، وكذا سيد قطب في واقع يستعدي الدنيا عليه ويجعله أساس كل إرهاب وعنف، فصرت أرى الكثيرون يقتبسون من الظلال وغيره دون أن يذكروا أن الفكرة لغيرهم لا خيانة للأمانة وإنما اتقاء لحجاب الشخصنة عن الاستفادة من الطرح بموضوعية وتجرد.

في الوسط السلفي الذي يمثله الدكتور الطبطبائي فإن اعتراضات عدة تتناول شخص الأستاذ فهمي هويدي، تتعلق بمواقف اجتهادية لا تزال محل نزاع بين الإخوان والسلفية، فإذا رأى الدكتور الطبطبائي أن فكرة من أفكار هويدي تثري طرحه، بينما رأى أن اسم الكاتب قد يسبب له بعض الحرج في وسطه، فلا أرى حرجا من إخفاء الاسم في مقال عام، وإن كنت أرى التشديد في البحوث المحكمة والرسائل الأكاديمية لا غير

وجهة نظري لا تلغي وجهة نظر الزميل بدر الكويت

ورأيه ليس محكما ولا رأيي

ويبقى أن للقانون أن يأخذ مجراه، ولو أن الزميل يكتب باسمه الصريح لوجدت أن من حق الدكتور الطبطبائي أن يرفع عليه دعوى بالتشهير، لأنني لا أرى لهذا المسلك (الانتقائي) غير هذا التوصيف.

ويبقى أن الطبطبائي في نظر الزميل يسرق من فهمي هويدي، وفهمي هويدي في نظره يسرق من القرضاوي، ومن يدري ربما لو تتبع بهذه المنهجية فسيجد ان القرضاوي يسرق من الغزالي أو سيد قطب أو حسن البنا، وربما رأى أولئك يسرقون من الأفغاني أو من سبقه، وهكذا فتتوالى اتهامات السرقة إلى مسلسل لا ندري أين سيصل بالزميل، ولا أستبعد ان يصل إلى النبي المعصوم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكم من نص قاله ثبت انه مسبوق عليهن وقد مضى في هذا النسق زميل لنا في النادي كان أحد أعمدة الأثير فقاده مسلكه إلى أن القرآن سرق من التوراة ومن تعاليم بوذا!!

منهجية عقيمة ومريضة ما لزمت هذه الانتقائية وذلك التفكيك في نظري

أتمنى بالفعل أن يراجع الزميل فيها نفسه

أقول هذا لا دفاعا عن الدكتور الطبطائي الذي لا تعجبني شخصيا كثير من اجتهاداته، ولكنها كلمة إنصاف لطرح يزعم كاتبه انه أراد به وجه الحقيقة والنزاهة لا أكثر!

واسلموا لود واحترام(f)