اللاديني هو من لا يتخذ أيآ من الأديان مرجعية للحقائق أو الأخلاق.

مثلا، الكتاب المقدس للدين الفلاني يقول العبارة كذا. الرجل الذي يؤمن بهذا الدين مُلزم بأن يؤمن بهذه العبارة بدون التحقق من حقيقتها. أما اللاديني فهو غير مُلزم بتصديقها او نفيها، فمرجعيته هي المنطق و العلم، لا الكتب المنزلة المزعومة.

لهذا فاللادينية لا تستثني الايمان بأمور جاء ذكرها في الاديان. على سبيل المثال، الكثير من اللادينيين يؤمنون بوجود "خالق" للكون. الفرق بينهم و بين الدينيين هو ان اعتقادهم هذا مؤسس على حجج منطقية، قد تتفق مع الكتب المقدسة و الاديان و قد تختلف، جزئيا او كليا، فهم لا يكترثون بما تزعمه الاديان التي لا يعتبرونها مرجعية.

او هذا لا ينطبق على الحقائق و المعلومات فحسب، بل على الاخلاق كذلك. فمثلا القران يقول ان للذكر حظ الانثيين. المسلم يتبع هذا القانون سواء كان يعتقد انه امر حسن ام سيء، فكل ما يقوله القران هو بالضرورة أمر جيد بغض النظر عما يعتريه من مشاكل اخلاقية قد يأتي بها البعض. أما اللاديني فهو يؤسس الاخلاق على الفكر و المجتمع و المصلحة الشخصية و العامة. فهو يسأل أسئلة مثل، "هل هذا القانون عادل، جيد، مفيد، الخ؟" المسلم لا يهتم بهذه الاسئلة، فيكفي ان هذا القانون الاخلاقي موجود في القران، فبالتالي هو قانون جيد.

اللادينية هي امر محايد، ليست سيئة و ليست جيدة في حد ذاتها. فيمكن للاديني مثلا بعد ان يتخلى عن الدين أن لا يتبع العلم او المنطق في تحديد الحقائق و الاخلاق، بل يتبع هواه في كل ما أراد فيكون كمن استبدل الشر بما هو أشر منه، و يمكن للاديني أيضا أن يتبع العلم و المنطق في كلا الامرين، و هو الامر المستحسن طبعا.