بسم الله وكفى، والصلاة والسلام على من اصطفى، محمدا وآله الكاملين الشرفا وبعد،

أما عن زميلنا السرياني، فقد قال أن من كتبة الوحي من كان نصرانيا بالأصل، فهل نطمع منه بذكر أسماء هؤلاء الكتبة؟
ويقول أنه قد أمر أحد الصحابة بتعلم السريانية، فهل وردك زميلنا العزيز أن محمدا كان بالإضافة إلى كونه نبيا ورسولا، فقد كان حاكم دولة؟
وحاكم الدولة يقتضي عمله أن يراسل حكاما آخرين لا يعرفون العربية، ويقتضي أن تصله مكاتبات من حكام آخرين لا يكتبون بالعربية بالضرورة، فيحتاج في جهاز دولته جهازا يتقن اللغات الأخرى. ناهيك عن جهاز مخابرات يطلع الدولة على ما يدبر ضدها من قبل أعدائها، وهذا الجهاز يحتاج لغات كثيرة.

أما عن زميلنا إبراهيم،
توترك النفسي، وانتصاب عضوك حينما تسمع (هيت لك..) لن يجعل الله يغير القرآن حتى ينسجم مع هواك، فما أنت إلى بضعة ذرات من الكربون والأكسجين والهيدروجين، وقليل من المعادن، التي أنعم الله عليها بنعمتي الحياة والعقل، والتي تعيش في مكان ناء قصي في كون سحيق. وقد يتوتر غيرك ويسر جنسيا حين يسمع عن التعذيب في جهنم إن كان السامع مازوخيا.
أما عن نفس القصة، فنراك قد اقتطعت منها كما قد اقتطعت في موضع آخر، وكثرة الاقتطاع لا تنبئ بخير.


أما عن أصل الموضوع الذي قد وضعه زميلنا جوبيتر،
الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يكون صادقا وكاذبا في آن، بل يكون إما صادقا، وإما مريضا، وإما مجنونا، ولا تجتمع الثلاثة معا.
أما أنه مجنون، فهذا الأمر يتعذر عليكما إثباته، لعدم أهلية أي منكم لذلك. أضف أن الفحص للمرضى عن غيب ما سمعنا به في أي عيادة محترمة.
أما أنه كاذب أو صادق، فهما نقيضان لا يجتمعان، فيكون الرجل صادقا إذ تحداكم بمعجزة من مقدوركم، وعجزتم وأنتم مولدو لسان، وعجز غيركم من فصحاء قريش والعرب، عن الإتيان بها رغم وجود الدواعي.

وختاما،
لا تتلقف الأخبار تلقفا، ولا يصار إلى أخذ الكأس من رأس الماعون، فعبدالله بن سلام رضي الله عنه يا كنديان قد أسلم بعد الهجرة ببرهة، وقصص الأنبياء قد نزل معظمها وكثرتها الكاثرة في فترة الطغيان المكي.

والسلام