المسألة أبسط مما تتخيل عزيزي اسحق

إذا كنت لا تعبد السيد المسيح كاله.. أو كنت لا تعتبر المسيح إله.. أو كنت لا تؤمن برسالة يوحنا الأولى 5 : 7 والتي تم حذفها بالفعل من جميع الترجمات الحديثة.. فبالفعل نحن متفقون بخصوص السيد المسيح.
اللاهوت والناسوت مصطلحان يشوبهما نوعا ما بعض الغموض ( بالنسبة لي شخصيا ).. والاتفاق بين المسلم والمسيحي بخصوص المسيح في كينونته أو ماديته.. سيكون في جزء الناسوت.. الانسان المخلوق بكلمة الله عز وجل.. أبعد من هذا.. ينشأ الخلاف.. والآية المشهودة سياقها يبرز معناها بأأكثر من شيئ آخر.. وللأسف عزيزي بالفطرة والبديهة هي تقف ضد مدعي اللاهوت.. بأكثر ما تقف ضد رافضي الناسوت.. حاولت بحياد اقناع نفسي بم تقول.. ولكني فشلت

مشكلة ليس لها قرار.. مشكلة وحلت على رؤوسنا جميعا.. لكم أبكي حزنا على ما يحدث... ولكم كنت أتمنى أن يكون الأمر بعيدا عن هذا.. ولكن للأسف.. رفض المسلمين للاهوت.. يثير حنق النصارى حبا لعيسى.. وادعاء النصارى للاهوت.. ييثير حنق المسلم حبا لله.. والمحصلة.. تحتاج موضوعا آخر يتم فتحه

وللأسف طالما وجد الخلاف.. فالرضا نادر.. والحب تحيط به النيران من كل جانب..تعلم ما يحدث بين السنة والشيعة في العراق.. وما حدث بين البروتستانت والكاثوليك في أوروبا.. فما بالك بين ديانات مختلفة ؟

الأمر معقد. والبشر هم المذنبون في الأمر.. ولا أجد نفسي إلا مجبرا لرفع القبعة احتراما لأمثالك.. وأتذكر قول الله {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} (82) سورة المائدة
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (83) سورة المائدة.. لأبحث بينكم على أمثال هؤلاء النصارى


ولكني دوما في النهاية أجثو على ركبتي تقديرا لهذه الآية {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (120) سورة البقرة

عزيزي اسحق.. التنازل من الطرفين صعب.. ومحاولات التوفيق لها حدود... وإلا دخلت في دائرة خطرة أمام الله في عقيدتك.. فأنت لا يمكنك انكار اللاهوت لكي توفق مع المسلم.. ولا المسلم يمكنه أن يترك فطرة عقيدته وتفسير بديهي لكلمات مباشرة.. ويذهب لتفسيرات بعيدة ما أنزل الله بها من سلطان فقط لكي يوفق مع المسيحي.. في كلا الحالتين وبمقياس كل عقيدة.. يعتبر الأمر كفرا..
وعلى كل منا محاولة اقناع الأخر بصحة حاقئقه.. وخطأ الحقائق الآخرى.. أو ترك الأمور كلها

خالص تحياتي عزيزي (f)