ستموت غدا ، ماذا سوف تفعل اليوم ؟!.
تحية (f)
لماذا نخاف من الموت !!!
البشر 3 أقسام : القسم الأول هم الذين لا يخافون الموت ولا يهتمون لأمره مهما كانت نتائجه , القسم الثاني هم الذين يخافون الموت ويحرصون كل الحرص على حياتهم , القسم الثالث هم الناس الذين يطلبون الموت ويسعون ورائه .
القسم الأول هم البشر الذين لا يخافون الموت , ولا يهتمون لأمره مهما كانت نتائجه وذلك لثلاثة أسباب هي الآتية :
السبب الأول كثرة إيمانهم ورجائهم بالله , مؤمنين بأن لهم نصيب في الجنة والملكوت , وأنهم يعرفون أنفسهم تمام المعرفة أن لهم شراكة مع الله , مؤمنين أنه ناقل أرواحهم إلى مثواها الأخير حيث الحياة الأبدية العادلة معه والمنزهة عن الشر والثنائية .
السبب الثاني هو عدم مبالاتهم بأنفسهم أو بما قد يحل بهم بعد الموت , متمسكين بهذا المبدأ عن قناعة تامة وإيمان كامل , أو لأنهم غارقين في بدعة مادية , معتبرين أن الموت هو نهاية الوعي وانعدام الشخصية .
السبب الثالث يكمن في البساطة وللادراية , وهؤلاء قلة قليلة من البشر , لا يعلمون شيء لا عن الحياة ولا عن الموت , يأتون فارغين ويذهبون فارغين , وهم لا يدرون أنهم يحملون الموت في أجسادهم , تراهم بسيطين فقراء الروح لا يعرفون شيء من شيء .
القسم الثاني هم البشر الذين يخافون الموت ويحرصون كل الحرص على حياتهم ولثلاثة أسباب أيضاً هي التالية :
السبب الأول لأنهم يخافون من الله ومن العقاب الأبدي , ربما لعدم سلوكهم طريق الخير , وهم عالمين كل العلم بأن عليهم تجنب الشر للحصول على الحياة الأبدية , وعلمهم أيضاً بأن هناك اله يحاسب بعد الموت .
السبب الثاني لأنهم حريصون على الدنيا وحياة الدنيا , هؤلاء إما أصحاب سلطة زمنية وشهرة بالية , وإما أصحاب أملاك وأرزاق وثروات فاحشة , ويعتبرون هؤلاء أن الموت ألد أعدائهم وهو السارق الأكبر لثرواتهم الفاحشة الباطلة , لذلك تتمسك هذه الفئة من البشر بالخلود والكنوز الفانية حتماً , بالشهرة العمياء , وبالمجد البالي والزمني .
السبب الثالث يكمن في محبتهم المطلقة لأشخاص معينين في هذه الحياة كا ( الزوجة , الأطفال , الأم , الأخ ... ) , هؤلاء قلة قليلة يعتبرون أن موتهم سيفرقهم حتما ًعن من يحبون من أقرباء وأصحاب وأولاد .
القسم الثالث هم البشر الذين يطلبون الموت ويسعون ورائه وهؤلاء أربعة :
البشر الذين يعتبرون أن الموت يضع نهاية لآلامهم النفسية والحياتية .
البشر الذين ينتحرون لسبب معين , وهذا السبب يطرأ نتيجة لجهلهم وغباوتهم وحماقتهم , أو أنهم ظُلموا بالسبب الذي ولد نتيجة مأساوية أودت بهم عن غير وعي إلى الانتحار , وقتل أنفسهم .
البشر الذين يستشهدون من أجل قضية معينة على سبيل المثال ( الكاميكاز اليبانيون , واستشهاديو القدس المحتلة ... ) , هؤلاء حوت عقولهم على أفكار أمنوا بها وقدموا حياتهم من أجلها .
البشر الذين يحبون الله حب أعمى ( مثل بعض المتصوفين ) وهؤلاء ينتظرون بشوق لحظة انفصال روحهم عن أجسادهم , متوحدون بالله لحبهم الكبير له , ومعتبرين أن لا طعم للحياة هنا , إذ إن الغبطة والفرح بانتظارهم .
ما هو الموت !!!
يقول جبران خليل جبران في كتاب النبي : الحياة والموت واحد , كما أن النهر والبحر واحد أيضا ً .
نعم إن الحياة والموت واحد , ومن ينتقل من الحياة إلى الموت هو من ينتقل من الموت إلى الحياة ... إلى حياة الأبد والأزل مع الواحد الكل .
الموت ليس ظلم ولا هو عقاب ... ولا الحياة هي ظلم و لا هي عقاب ...
الموت هو الحياة الباطنية للوجود ... فلا الحياة هي نهاية كل الأشياء ... ولا الموت هو نهاية كل الأشياء ... فالموت هو ولادة جديدة بجسم جديد ... والحياة جسم جديد لولادة جديدة ...
الموت هو عدل الحياة ... هو قانونها المحتم ... وهو نهاية العالم عند كل إنسان ...
لا تحزنوا على موتكم إن متم ... بل أحزنوا على حياتكم إن لم تحيوا ...
الموت هو اشتياق الله لنا ...
يقول يسوع المسيح : الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ ، لأَنَّهُ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاة ِ. ( يوحنا 5: 24 )
أسرار الموت !!!
تريدون معرفة أسرار الموت ! ولكن كيف تجدونها إن لم تسعوا إليها في قلب الحياة !
البومة لا تفتح عينيها إلا في الظلمة ... والبومة عمياء عن نور النهار ... لا تستطيع أن ترفع الحجاب عن أسرار النور ...
فإذا رغبتم بالحقيقة في أن تنظروا روح الموت ... افتحوا أبواب قلوبكم على مصارعيها لنهار الحياة ...
ففي أعماق أمالكم ورغباتكم تتكئ معرفتكم الصامتة لما وراء الحياة ...
فالموت هو الحلم الأبدي الأزلي الذي تغرق به أذهاننا ... وهو قمة الجبل الذي تسعى روحنا للوصول إليه من تلقاء ذاتها .
الموت هو الغبطة الكاملة التي تبهج نفوسنا في بحر من الفرح المطلق ...
الموت هو أجمل موسيقة تسعى النفس لعزفها بقيثارة أجسادنا ...
ماذا يحصل عند الموت ؟؟؟
نحن البشر أبناء لله النور ومخلوقات العقل الكوني الكامل ... كياننا مؤلف من جسد , نفس , وروح .
الروح هي مصدر حياتنا ... هي جوهر ثالوثنا المركب ... هي شرفنا وسمتنا الإلهية ... وهي مركبة نفسنا الآنية .
النفس هي الروح المتجسدة في كياننا ... هي المادة المتجلية في أجسادنا ... وهي حاملة الذات ( الأنا ) ... هذه النفس منقسمة على نفسها بين روحها وجسمها في حياتها , فتارة تتخبط بين الرغبة والشهوة من ثوب ... والغبطة والفرح من ثوب أخر .
أما الجسد فهو هيكل النفس وموطن الروح ... وهو تجلي النفس في تعبيرها عن ذاتها وآنيتها ... وهو مادة الروح المتجسدة .
هكذا نموت ؛ تذوب أجسادنا في رمال هذه الأرض وتغادر الآنية هيكلها , ثم تنفصل المركبة ( الروح ) بعد تطهيرها من كل الأوساخ التي خلفتها آنيتنا الذاتية ( نفسنا الحيوانية ) فيها ... ثم تعود إلى مدارها حيث كانت وتكون وستكون إلى الأبد ... هذا هو الموت ...
ماذا في الموت وبعده !!!
في الموت نعلو فوق المكان وأيضاً فوق الزمان ... هناك لحظة حاضر أزلية فقط ... زمان بلا تجدد ... صيرورة دون صيرورة ...
في الموت لا تعلم أجسادنا أنها ماتت ... ولا أنفسنا ... ولا حتى أرواحنا ...
في الموت ينتهي شقاء حياتنا في مجد لامتناهي وغير محدود ...
في الموت توزن أرواحنا على ميزان العدل ... وتأخذ نصيبها من الأثمار الصالحة ...
في الموت نحيا حياة جديدة ... خالية من الفساد والبؤس والضلال ... حيث النور الأبدي سيشع في أجسامنا وأشكالنا الجديدة الخالدة والأزلية ...
في الموت ستكون النعجة بجانب الأسد بسلام ... وستكون كل الأشياء واحد ... ستسبح الروح في الكون الشاسع المطلق من دون أي عائق ... وستصل إلى حيث تشاء من دون أن يوقفها أحد أو يعرقلها حاجز .
لأن الرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُعْطِي الْحَيَاةَ
هذا الموت كما أعرفه ... وكما سأعرفه ... فهل أنتم معي في هذا الموت !!!
ولكم من كل هذه تضعونها على قبري عند موتي
(f)(f)(f)(f)(f)
(f)(f)(f)(f)(f)
(f)(f)(f)(f)(f)
(f)(f)(f)(f)(f)
(f)(f)(f)(f)(f)
(f)(f)
عدد سنين حياتي ...
|