عزيزي Abanoob،

اقتباس:يا صديقى لكى تفهم تصرفات الله عليك أن تفهم صفات الله ... صفات الله مطلقة ... أى أنه مطلق فى رحمته .. مطلق فى عدله .. مطلق فى كراهيته للخطية .. مطلق فى محبته .. وهكذا ..

ألا ترى أنه منطقيا يستحيل على الكائن الواحد أن يكون مطلقا في كل هذه الصفات؟!

خذ العدل مثلا. فالإطلاق في العدل يعني أن يكون عادلا مع الجميع. فالذي يقتل نفسا تؤخذ نفسه وهكذا دواليك.

فكيف يمكن للعدل المطلق أن يتفق مع الرحمة المطلقة؟!

والرحمة المطلقة هي ما رأيناه مثلا مع المرأة الزانية. فهي رغم أنها تستحق الرذل إلا أنها نالت مغفرة انطلاقا من الرحمة.

فكيف يتفق العدل والرحمة في كائن واحد وكلتاهما صفتان تقول بأنهما مطلقتان؟!

اقتباس:ولعلك بهذا تفهم كيف أن هذا الانسان المعلق على الصليب بلا حول ولا قوة - ظاهرياً - هو هو من دمر العالم بالطوفان قديماً عقاباً له على فجوره وهو الذى حرق سدوم وعمورة بنار وكبريت عقاباً لهم على فسادهم وشذوذهم.

أعذرني، ولكن حادثة الطوفان تعليمية لا تاريخية. وكذلك الأمر بالنسبة لسدوم وعمورة. فالكتاب المقدس كما تعلم لا يكتب تاريخا. وسوء فهمنا له على مدار القرون الماضية هو الذي أدى إلى مآسي عظيمة في تاريخ الكنيسة ولا يزال عند البعض.

اقتباس:لم توضح لى ما هى مصلحة اليهود فى تفسير وتبرير موت موسى خارج ارض الميعاد . الا ان كنت تلمح انهم قتلوه ..

لا طبعا، كل الأمر أن موسى مات قبل أن يدخل أرض الميعاد. بعض اليهود رأى أن عدم دخوله هو النبي الأعظم لا بد أن يكون نتيجة خطيئة فنسبوا عدم دخوله أرض الميعاد إلى أنه أخطأ إذ لم يستجب لأمر الله وعوض أن يأمر الصخرة صربها بالعصا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

اقتباس:أما عن وجود احداث غير مفهومة لنا أو غير منطقية بالنسبة لتفكيرنا فذلك لأننا فى عصر غير العصر .. من يصدق مثلاً أن هناك من كان يعيش 969 سنه ؟ .. وغير المؤمن بالله بطبيعة الحال لن يصدق أن انسان من الممكن ان يمد عصاه على البحر فيشقه الى نصفين ..

بخصوص المقدمة حول حفظ الكتاب وعدم تحريفه، فأنا واثق بأنه وصلنا كما دونه مدوني الوحي. وأنا لا أقصد أبدا أن قد جخله تحريف أو تشويه.

كل ما أقصده أننا نسيء قراءته وفهمه.

قضية شق البحر إلى نصفين لها حديثها ولا أريد الدخزول في تفاصيل كثيرة.

هل كان المرء يعيش 969 سنة أو أكثر؟! طبعا لا. فالأرقام لا تعكس حقيقة واقعة بل تعليما دينيا. علينا أن نبحث عنه.

لربما يكون ببساطة: علامة على بركة الله الفاعلة في حياة الناس، وبالتالي فاليوم (تاريخ الأحداث الجديدة والتدوين)ن الناس لم تعد تعرف الله فهي "ملعونة" بالموت قبل بلوغ المائة عام.

أعود فأكرر: الكتاب المقدس ليس كتاب تاريخ.

الذي يقرأ أفعى ليتخيل شكل أفعى حقيقية يفقد المعنى والتعليم المراد إبلاغهما من خلال صورة الأفعى. والذي يتخيل طوفان حقيقي ومياه غزيرة وجبال مطمورة يفقد المكعنى الحقيقي والرسالة الحقيقية التي يريد الكاتب إبلاغها.

تقبل تحياتي القلبية