الاخ ابراهيم
دعنا يا صديقي - مُرغمين - نفلسف الأمور أكثر من هذا - قليلا - ، أنني أرى إن إجابة المحترمة العربية السعيدة و المحترم تروتسكي أكثر صدقا منك - مع احترامي لك - ، وهما بحسب ما اعلم ليسا متدينين ، و لا اقول غير مؤمنان ، فقد يكونا يؤمنان بقضية ما ، لهما كل الحق إن يتبنياها ، ويناضلا من اجلها ، فإجابة العربية - مثلا - كانت إنها لن تشغل بالها بذلك اليوم المنتظر ، ولسوف تمارس روتينها اليومي كما هو ، إلى إن تأتي الساعة الموعودة .. إن هذا الجواب يدل عليها - تماما - ! .. فذلك اليوم لا تملك القدرة في إيقافه ، ولا تؤمن بما بعده ، إذن لماذا تشغل نفسها بما لا يفيد - من خلال الاهتمام به - ..

لكن أنت فقد وصفت نفسك بالمؤمن ، ولقد اخترت - في جوابك - إن تمارس متعا حسية معينة ، قد تكون لم تمارسها منذ زمن ، وهذا تعبير - من حيث لا تعلم - عن الحرمان ، أن أيمانك بقضية ما - ولتكن هنا دينية - كان منفصلا عن الحياة ، لذلك سوف تغنم من الحاضر لذته الحسية التي لم تمارسها في السابق ، وبالتالي فان متعك الحسية تلك هي ليست من روتينك اليومي ، فقد أجبرتك لحظة انتظار الموت على اختيار ما لم تمارسه في السابق ، مع العلم إن تلك المتع الحسية لا تستهلك وقتا أكثر مما يستحق ، ولا جهدا أكثر مما هو ضروري .. وذلك في تصوري يعبر عن أزمة يعيشها تفكيرك - كونك مؤمن راهب ، وراغب عن متع الحياة فيما سبق - ، وقد عبرت في ردك اللاحق عن هذا الشعور بالقول : الانتقام الشبقي من تهبيل فلسفي لا قيمة له مارسته في السابق ، أي انك تنتقم من حالة حياتك السابقة الذي فصلت من خلالها بين إيمانك بقضية معينة ، وممارسة حياتك بشكل طبيعي ..
وكما ترى فأن حضرتك قد فصلت بين أيمانك ومتع حياتك ، ليكون جوابك - في هذا السؤال الافتراضي - انتقاما شبقيا من حياة لم تحسن إن توازن بين الأيمان ، والعيش فيها ! .

لكن دعني أفصح لك تعريفا عن المؤمن الذي اعرفه ماذا سوف يفعل ، جوابا على هذا السؤال الافتراضي في بداية الموضوع ، فهو مثل العربية السعيدة يؤمن بقضية ما ، ولسوف يجعل روتينه اليومي يمضي كما هو ، بأداء فرائضه ، وإتيان متعه الحسية ، لأنه كان موازنا بين أيمانه ، ومتع حياته ، إلا إن ما يفرقه عن العربية السعيدة انه يؤمن بما بعد الموت ، لذلك سوف يقضي جزء من يومه بالاقتراب من خالقه ومناجاته ، وهذا لا يعني انه نكدي لم يمارس متعه المشروعة ! ..


[quote] إبراهيم عرفات كتب/كتبت
حيث أني لست بعبدٍ خصيٍ جُبت مذاكيره فقطعا لن أنسى نصيبي من الدنيا بل سأطلبه كاملا و ( على داير مليم ).

لكن عليك ان لا تنسى ايها العربي الفحل ان تخلص بسرعة ، فقد يباغتك الموت فجأة قبل ان تصل للنشوة والرعشة ، ويالها عندها من موته مزدوجة ، انها كالشامبو ( موتتين ) في واحد ، ويستحق الموت - بالتالي - عليها جائزة من الرب :lol:

(f)