سيار الجميل ينفي توقيعه عليه
شاكر النابلسي: أصوليون وقعوا بيان الليبراليين العرب
الجميل: لم أوقع البيان
الديمقراطية ليست مجرد انتخابات
البيان الأممي في مجلس الأمن
بيان ليبرالي وقعه أصوليون!
دبي- حيان نيوف
قال شاكر النابلسي، أحد أبرز رموز تيار "الليبراليين الجدد "، إن مجموعة من الموقعين على البيان الليبرالي الصادر مؤخرا ويحمل اسم "صرخة ضد التبسيط" من قبل مثقفين عرب هم من خلفيات أصولية لافتا إلى أن البيان جاء بعد "تشديد قبضة الليبراليين الجدد على مجموعة من الأصوليين مثل راشد الغنوشي ويوسف القرضاوي عندما صدر البيان الأممي ووقع عليه 4 آلاف مثقف من كافة الأطياف العربية وأرسل للأمم المتحدة ".
هذا في وقت نفى فيه الدكتور سيار الجميل أن يكون قد وقع على بيان "الليبراليين العرب" الصادر مؤخرا والذي انتقد بشدة " الليبراليين الجدد" وربطهم بالولايات المتحدة الأمريكية. وعلمت "العربية.نت" أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أحال "التقرير الأممي" إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي لقراءته، وهو التقرير الذي يدعو لإنشاء محكمة دولية للإرهاب تختص بمحاكمة الإرهابيين ومن يشجعهم من الفقهاء الدينيين.
وكانت "الليبرالية" قد تحولت إلى حديث الساعة في العالم العربي؛ ففي كل دولة يعلن يوميا عن تشوء تجمعات وحركات ليبرالية بعض أعضائها كان حتى الأمس القريب شيوعيا أو إسلاميا أو حتى قوميا ، كما صارت من أكثر الملفات نقاشا على صفحات الجرائد، إلى أن ظهر بيان "ليبراليون عرب: صرخة ضد التبسيط" ليدين حركة الليبراليين الجدد الداعين للتغيير من الخارج ويشدد على التغيير من الداخل.
الجميل: لم أوقع البيان
وفي اتصال مع "العربية.نت"، نفى الأكاديمي العراقي سيار الجميل أن يكون قد وقع على بيان الليبراليين العرب مشيرا إلى أن اسمه "نزل على قائمة الموقعين عن طريق الخطأ غير المقصود من الطرفين"، خاصة وأنه "ربط توقيعه على البيان بتعديل الفقرة الثالثة والرابعة إلا أن متلقي رسالته الإلكترونية يبدو أنه لم يفتح الملف المرفق معها والذي يوضح هذه الأمور"- حسب تعبيره.
ويأتي اعتراض الجميل على فقرات البيان التي هاجمت "الليبراليين الجدد" والتي أيضا ربطت الليبرالية بالولايات المتحدة الأمريكية ،لافتا إلى أن الليبرالية غير مرتبطة بواشنطن وعمرها 200 سنة منذ الثورة الفرنسية وقد أكد أن " الليبراليين ليسوا خدما في البيت الأبيض".
وأشار الجميل إلى أنه سيصدر بيانا باسم منظمة "يودكس " لتنمية المجتمع المدني، وهي المنظمة التي يقودها، ويوضح رأيه وتفاصيل ما جرى مع بيان الليبراليين، كاشفا في الوقت ذاته عن إعلانه القريب عن " تجمع الليبراليين العرب".
الديمقراطية ليست مجرد انتخابات
وكان الموقعون على بيان الليبراليين العرب قد أكدوا أن الليبرالية " ولاءٌ لقيم تحديثية وتنويرية أولاً وأساساً وليست أبداً ولاءً للولايات المتحدة كائناً من كان المقيم في بيتها الأبيض"، وأن الديمقراطية "تتويج لمسار وليست أول المسار، كما يشيع من يسمّون أنفسهم ليبراليين جدداً وهم أقرب إلى أن يكونوا محافظين جدداً".
وحول مسألة التدخل الخارجي لإقامة الديمقراطية، ذكر الموقعون على البيان أنه "بقدر ما يبعث فينا الأمل سقوط الديكتاتوريين، وكان صدام أبرزهم، وابتداء عمليات انتخابية هنا وهناك، يبعث فينا القلق اعتماد الحروب الخارجية من غير غطاء قانوني أداةً لمثل هذا الإنجاز وما يرافقها ويتلوها من صبيانيات تساوي بين الانتخابي والديمقراطي فيما تصنّم هذا الأخير وترفعه إلى مصاف القداسة والرؤيا".
ويبدو أن الغاية من إصدار البيان التأكيد على أن "التخلص من صدام كان إيجابيا لكن السلبي ما يحصل الآن في العراق ، والبيان دعوة إلى التفكير المركب والتحليل العميق للقضايا "- كما يقول الكاتب الفلسطيني خالد الحروب أحد الموقعين على البيان . ويعترف الحروب أن هناك قضايا لم يعالجها البيان، إلا أنه يستطرد في حديثه لـ"العربية.نت" أن "جميع من صاغوا البيان هم ديمقراطيون حتى النخاع ولا لبس في المسألة اليدمقراطية لكن يجب أن ينظر إليها بعمق فهي ليست مجرد انتخابات و لكنهي فضاء يخلق جوا يمكن داخله الحديث والتنافس مايراه البيان هو أن هناك تقديسا للديمقراطية كبديل للقومية وغيرها".
كما يؤكد الحروب على أن الشخصيات التي صاغت البيان لديها موقف واضح إزاء سيطرة المؤسسات الدينية وترى أنها " جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل".
البيان الأممي في مجلس الأمن
إلى ذلك،علمت "العربية.نت" من مصادر تنشط ضمن ما يسمى بـ"الليبراليين الجدد" أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قرر توزيع "البيان الأممي" على كافة أعضاء مجلس الأمن لقراءته وهو البيان الذي وقعه قرابة 4 آلاف مثقف عربي ويدعو لإنشاء محكمة دولية للإرهاب تختص بمحاكمة الإرهابيين ومن يشجعهم من الفقهاء الدينيين.
وحول هذا الأمر، أوضح الدكتور شاكر النابلسي، من أبرز رموز ما يعرف بـ " الليبراليين الجدد " ،أنه تلقى خطابا من نيكولاس مايكل المستشار القانوني للأمني العام للأمم المتحدة كوفي عنان ، يؤكد أن" البيان الأممي تم توزيعه على كافة ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن ". ويرى النابلسي أن هذا يشير إلى انتباه الأمم المتحدة لما يجري في الشرق الأوسط ، ويتابع " نحن لجأنا للأمم المتحدة مع علمنا أن الأنظكة العربية غير قادرة على محاكمة خطيب مسجد فكيف تحاكم رجل دين كبير ".
وكان االبيان الأممي ضد الإرهاب دعا لتنفيذ القرار الدولي رقم 1566 وتفعيله ضد الإرهاب، مطالبا بإنشاء محكمة دولية تختص بمحاكمة الإرهابيين ومن يشجعهم من الفقهاء الدينيين.
لكن ماذا كان وقع البيان الجديد على "الليبراليين الجدد" بعد ما تحولت الساحة السياسية العربية إلى نوع جديد من الجدل السياسي بين "ليبراليين" ولدوا من خلال بيانهم الأول " والليبراليين الجدد" الذين قرروا هدم كل محظور عربيا في سبيل إقامة الديمقراطية؟ .
شاكر النابلسي، أحد أبرز قادة حركة الليبراليين الجدد ، قال إن موقعي البيان الجديد " لهم وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا في موضوع الحرية والديمقراطية والإستعانة بالقوى والخبرات الخارجية في التخلص من أنظمة معينة أو تطبيق إصلاحات معينة ونحن كديمقراطيين نتحمل وجهة النظر هذه وسيصدر عن دار الجمل هذا الصيف كتابي " الديمقراطيين الجدد جدل فكري " وفيه وجهة نظرنا ووالنصف الآخر من الكتاب وجهة النظر الأخرى ".
بيان ليبرالي وقعه أصوليون!
إلا أن الدكتور النابلسي يعبر بصراحة شديدة عن وجود "غاية ما وراء إصدار هذا البيان"، ويقول :" أنا مدرك ما وراء هذا البيان هناك مجموعة من الموقعين من خلفيات أصولية وأفهم اللعبة ما هي : الليبراليون الجدد شددوا القبضة على مجموعة من الأصوليين مثل راشد الغنوشي ويوسف القرضاوي عندما صدر البيان الأممي ووقع عليه 4 آلاف مثقف من كافة الأطياف العربية وأرسل للأمم المتحدة وكان له الأثر الكبير .. هذه الدوافع هي التي كانت وراء هذا البيان ..".
وردا على تساؤلات بعض المثقفين حول تركيز الليبراليين الجدد على الأصولية الإسلامية دون " الأصولية المسيحية"، يجيب النابلسي "نحن نركز على الأصولية الإسلامية وأما الأصولية المسيحية في الغرب لها من ينتقدها ونحن ركّزنا على نقد الأصولية الدينية في الشرق لأنه لا أحد ينتقدها بقوة وليس هذا من منطلق أننا راضون على الأصولية الدينية في الغرب".
وحول الإنتقاد الموجه لهم لخطابهم الدائم عن الإستعانة بالخارج، قال النابلسي "التاريخ العربي استعان بالخارج عندما طلب الخليفة العباسي هارون الرشيد من شارلمان التدخل للقضاء على الأمويين في الأندلس وأبرم اتفاقية معه ، ونحن نقول هناك مشاكل وقضايا أصبحت معقدة ويستحيل معها الحل العربي الغير موجود أصلا فكانت الإستعانة بالخارج ولولا تدخل أمريكا بعد جهود المعارضة العراقية .. ولولا لم تكذب المعارضة العراقية أو تموه وتقول أشياء عن أسلحة دمار تؤذي أمن أمريكا .. لولا ذلك لما تورطت أمريكا وأزالت صدام ومن كان يقدر عليه غيرها..".
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=14133