عزيزي شهاب:

لن أكذب لو قلت لك إن حضورك هنا جاء مفاجأة كبيرة لي. و بمثلما حييتني أحييك أيضا: تحية صادقة لك من المبشر إبراهيم عرفات. لا أخجل بإنجيل المسيح و لا أنفيه و لست بحاجة للدفاع عن نفسي. وأشكر لك أنك تحترم تجربتي الروحية و الفكرية في تحولي من الإسلام للمسيحية.

تفضلت حضرتك و قلت:

اقتباس:فهو هو يعمل بجد لتجميع كتابات اللادينيين الناقدة للاسلام ( طبعا دون حتى استئذان اصاحبها لأنه يعلم يقينا أن اللاديني يرفض الاستغلال الطائفي القذر لكتباته ) ومن ثم يقوم بطبعها وبيعها كرمى لعيون المسيح ولرويج بطاعة دينية كاسدة..

و هنا أقول لك يا شهاب إن هذا الكلام عيب من رجل مفكر مثلك. المبشر الحقيقي بإنجيل المسيح ليس بحاجة بالمرة لأي عمل ينقد الإسلام و لا يعتمد على تفنيد الإسلام لإثبات صحة المسيحية. المسيحية تتحدث عن ذاتها يا عزيزي. المسيح جذاب بحد ذاته هو، و لو على مجرد الإنسانية المجردة. أحترم كتاباتكم النقدية في جميع الأديان لأني ببساطة أحترم المنهج النقدي للدراسة عامة باعتباري دارس مدى الحياة. لكني لست بحاجة لأي كلمة تقولونها ضد الإسلام بشكل منهجي أو بخلاف ذلك لإعلان بشارة المسيح. أعرف أن هناك من يبشرون باللجوء لنقد الإسلام. لكن هذه ليست مدرستي بالمرة. الله يشهد يا شهاب أني لم أُحضِر مسلم أو مسلمة واحدة لاعتناق المسيحية بقوة دحض الإسلام و هذا ما يجبرهم على احترامي حيث لا أتكلم سوى في فحوى الإنجيل فقط. لربما في هذا المنتدى هنا كتبت كتابات نقدية في الإسلام و أعرف أنها ليست شيئا بما تكتب أنت من كتابات أرفع قيمة، و لكن هذا كان فقط من باب التنفيس عن الذات و رغبة في استحثاث البعض لمراجعة الحسابات. لكني قطعا و بكل تأكيد لست بحاجة لأي قصاصة ورق واحدة تدحض الإسلام بل على العكس تماما و على منهج أبائي في الرهبنة اليسوعية أبحث عن الجمال في الإسلام فأعود معهم لذخائر التراث الصوفي في كتابات النفري و السهروردي و الجيلي إلخ.

نقطة أخرى: أنا لا أتملق اللا دنينيين يا عزيزي و لست بحاجة لتملق أي مخلوق كائنا من كان. عندما امتدحت شهاب فلأني أرى فيه فكر و ملكة نقدية منهجية أحسده عليها و يمكن أن أتعلم منه. عندما أمتدح فلان من رواد الإصلاح كفرج فودة فلأني أحب بلدي مصر و أريد لها أن لا تعيش في انتكاسة و لأني فعلا مؤمن بالفكر العلماني. إلى حد كبير أنا متأثر بكم يا شهاب برغم حربكم الشعواء عليّ و لكني لا أقدر أن أقول أن الله غير موجود و لا أظن أنكم تريدون لي أن أسلك ضد ضميري.

و معك حق فيما قلت لي "مرحى أيها المبشر" فهذا اللقب هو أعظم وسام أتقلده على صدري أني مبشر. و معك حق: طوبي لي الخلاص لأني أحتاج لهذا الخلاص و مدرك لحاجتي جيدًا. لست أستحي أن أعبر لربي عن هذا الاحتياج.

ما المشكلة يا شهاب؟!

البعض منا مفكرون محض مثل حضرتك، و البعض منا متأملون و صوفيون و لا يخجلون أن يصفهم الناس "حمقى الرب" و أنا من هذا الفريق.

أنا قلب و عقل يا شهاب.. لا أناقضكم و لا أتملقكم. لكم أن تقبلوني على طبيعتي أو ترفضوني و في كلتا الحالتين باب بيتي مفتوح لكم في أي وقت و احترامي لك لم يقل قدرة أنملة.