العزيز إسحق،

العقيدة الإسلامية هي التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالى.
وتؤخذ العقيدة عقلا ونقلا،
أما عقلا فنبحث وجود الله تعالى وإثبات كتابه القرآن الكريم ونبوة عبده محمد الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم.
أما نقلا، فنؤمن أن لله ملائكة يفعلون ما يؤمرون، وأنهم قد أرسل للبشر أنبياء كثر قص علينا قصص أربع وعشرين منهم سوى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه أنزل كتبا على بعض الأنبياء وهي الصحف على إبراهيم وموسىصلوات الله وسلامه عليهما ، والتوراة على موسى عليه الصلاة والسلام، والزبور على داود عليه الصلاة والسلام، والانجيل على عيسى عليه الصلاة والسلام.

نحن مطلوب منا الإيمان أن الله قد أنزل هذه الكتب بما فيها من شرع حكيم أو آداب شريفة أو عقيدة أو عبادات أو لمجرد التلاوة والتعبد.
قد يكون في صحف إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم فأتمهن وسنن الفطرة مثل الختان والاستحداد(حلق العانة) وحف الشارب وإعفاء اللحية وتقليم الأظافر والسواك...، وقد يكون فيهن مواعظ.

مما يوجد في الصحف:
( ألا تزر وازرة وزر أخرى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى...)
وقد يوجد أيضا:
(سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى، وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى، الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى، ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى، قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى، بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)

وقد تكون في الصحف بغير لسان العرب، إلا أن من نزل ما في الصحف على لسان إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم وهو الله تعالى قد أراد أن ينزل تفسير القول بالعربية.

نحن لا نستطيع الجزم بما في الصحف من آيات إلا ما ذكر لنا القرآن منها، ولا نستطيع أن نعطي عددا لها، ولسنا مطالبين بالتعبد بها على فرض وجودها جميعا بين يدينا، ولا تجزؤنا تلاوتها بدلا عن القرآن في الصلاة ولو تيقنا أن هذه هي الصحف فعلا، إلا ما شاركت فيه القرآن من آي.
كل ما هنالك أنه مطلوب منا الإيمان أن الله قد أنزل كتبا معينة على من اختار من أنبياء ورسل، وقد يكون أنزل على غيرهم ولم يقص علينا. ذلك لنعلم أن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد خلت الرسل من بين يديه ولم يكن بدعا منهم.