{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عن أسباب ضعف "العلمانية والعلمانيين" في عالمنا العربي والإسلامي ...(بعض النقاط)
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #54
عن أسباب ضعف "العلمانية والعلمانيين" في عالمنا العربي والإسلامي ...(بعض النقاط)
هذه بعض النقاط والملاحظات نسجلها على كلام الهوني :

1-في تعريفه للإنسان العلماني ، قام بعملية " تصفية " لكل إيمان يتدخل في حياة الإنسان الدنيا. بمعنى آخر .. لابد لـ"البعد الإيماني " – حسب اصطلاحه- ألا يتدخل بأي شكل من أشكال التدخل في " دنيا " الإنسان ، أن يكون تعريف " الدين " مقتصرا على العبادات المتصلة بالإله فقط .

من هذا التعريف يتم رفض الإسلام جملة وتفصيلا . فالإيمان ، عند المسلمين عموما – ما عدا بعض الفرق كالجهمية وبعض الأشاعرة ، هو إعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح . وبغض النظر عن الخلاف في تعريف " الإيمان" ، فالكل متفق على أن الحساب والعقاب والجنة والنار .. موضوعة بناء على " الأعمال " ( من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) . والأعمال لا تكون بمكان آخر غير الدنيا ، فالدنيا – حسب الإٍسلام : دار عمل . والعمل هنا لا يأتي بالمعنى الأوروبي للأعمال الدينية ، بأنها – مجرد : طقوس دينية ؛ لا ، فالعمل يتعدى كونه : عبادة ليصبح معاملات . ولو فتح هذا الكاتب أ] كتاب فقهي لوجد أن " العبادات " عبارة عن كتاب واحد من بين كتب متعددة كالمعاملات والحدود وغيرها .

والدين ، الذي هذا شأنه ، أي انه يقوم على ( التمييز ) بين علاقة الإنسان بربه وعلاقته بإنسان غيره ، التمييز ، وليس الفصل . ويقوم بتنظيم علاقة " العلم " بالـ"عمل" .. الإيمان بالأعمال ، لا على العزل بينها . هذا النظام الشامل الكامل .. لا يمكن أن ينضوي تحت لواء الأديان التي تتعايش مع العلمانية ، بل هو يقوم منها مقام الضد .. أيديولوجيا مقابل أيديولوجيا .

أما كون العلمانية أيديولوجيا ، فكلمات الكاتب تنطق بذلك ، فالأيديولوجيا هي " تصور" للإنسان ،محاولة إكسابه معنى ما ، ومن خلال هذا المعنى يتم تحديد معاني كل ما يحيط به من أِشياء . والكاتب لا يفتأ يتحدث عن " الإنسان العلماني " ... مما يعني أن له حدودا ، ومجرد كون له حدود .. يعني أنه أدلوجة .


2-نعم ، هو صدق " فالعلمانية ليست ضد الدين" . لكن هذه جملة فضفاضة ، شعار ، والشعارات دائما خادعة . فالدين ، ليس نمطا واحدا ، حتى نتكلم عنه بهذا التعميم . أي دين الذي لا يضاد العلمانية ؟ هناك أديان يمكنها ان تتعايش مع العلمانية .. وهناك أديان عبارة عن " أضداد " للعلمانية ، بوجودها تنتفي العلمانية .

هذه نقطة ، النقطة الأخرى .. وهو أنه ليس من المفكر فيه عند الكاتب أن يوجد دين يحارب رجال الدين .. يرفض الكهنوت . فرفض رجال الدين والكهنوت ، يعني بالضرورة ان يكون الرافض : علماني .

قبل ان نتكلم عن رفض رجال الدين ، لابد أن نتسائل : من هو رجل الدين ؟

سأضع هذا التعريف : رجل الدين هو ذلك الإنسان الذي جعل الدين منصب ووظيفة ، وجعل مقابلا لاستلام هذه الوظيفة اعترافا باستحقاقه شيئا من القدسية ونوعا من الوساطة بين الناس والله .

هذا هو رجل الدين . ووجد هذا النوع لدى الكاثوليك والأرثوذكس واليهود والهندوس . أما الإسلام فقد حارب هذا النوع من الرجال ( اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) . وجعل وجود هذا النوع من الأشخاص مظهرا من مظاهر الشرك الذي جاء الإسلام بنقيضه : التوحيد . لكن مع تطاول العهد .. ظهر نوع يأخذ من صفات رجال الدين .. صفة واحدة ، وهو تولي منصب ديني . فوجود " مفتي ديار " و " هيئة كبار علماء " و " المرجعيات " . مثل هذه المناصب لا تدعي لنفسها القداسة ، ولا كونها وسيطة بين الناس وبين الله ، ولكنها تحترف مهنة الدين .

وأنا لا اتكلم هنا عن القضاة . بل أتكلم عن أولئك القوم الذين يتصدرون المجالس فيقولون " هذا حلال وهذا حرام " .. ويأخذون المال على هذه الفتاوى ، وتصبح فتاويهم شعارا للدولة .. كما يحصل عندنا هنا بالسعودية . فهؤلاء الأقوام ما أنزل الله بهم من سلطان .

والعلمانية ..حسب تعريف صاحبها ، توجد في المكان الذي يوجد فيه رجال الدين الذين يتسلطون على العباد باسم الإله . وهذه الطائفة ، كما أسلفنا ، غير موجودة في ديار المسلمين . نعم حصل نوع من الأحادية في العصور الأخيرة ، وظهرت " متون العقائد " وهي متون تكتب فيها مجموع العقائد التي بها يكون المرء مسلما وبالايمان بغيرها يكون خارجا عن الإسلام ، بحيث تكون هي المرجعية ، لا القرآن .ولكن هذه العقائد ودعاتها والمتحمسين لها والموظفين الدينيين كل هؤلاء : لا يقتضي وجودهم اجترار الحل العلماني بكل صفاقة دون مراعاة خصوصية هذا المجتمع والسياق التاريخي الذي أنتجه .

فكما ان السلفي الذي يرفض العلمانية ، بناء على كونها لم توجد في " خير القرون " ، كما أنه في حكمه هذا عدم من " الوعي التاريخي " ، فكذلك العلماني .. هو الآخر معدوم " الوعي التاريخي " إذ ينادي بنقل منظومة فكرية كاملة من مكان لمكان دون الإلتفات لخصوصيات المكان المنقول منه والمنقول إليه . بل إن البعض هنا ينفي تماما وجود خصوصيات تاريخية .. وكأن التاريخ أضحى مطلقا .

فوجود المشكلة .. لا يعني أبدا أحادية الحل . فنحن لا نبحث عن الحل المناسب .. لا نقلد الحل . بل أنا زعيم بأنه من أجل نقل هذه المنظومة الفكرية .. تم " اختلاق " مشكلة " رجال الدين " وتضخيم مكانة الموظفين الدينيين .. برفعهم إلى مصاف رجال الدين .

أخيرا ، وبنظرة نمطية تعميمية كالعادة ، يجعل الكاتب الأديان عمادها الوحي والأسطورة ، بينما العلمانية عمادها العقل والتجربة . فهو هنا يطرح ثنائية تضادية بين الوحي والعقل والتجربة .. لا يمكن ايجاد صيغة تحملهم جميعا معا .. دون حدوث صراع . وهذا – ببساطة – نقل لإشكالية غربية ، إشكالية " العلم والدين " من هناك إلى هنا حيث لا مكان لها .

وكتعليق سريع على هذا الكلام نقول :
أولا ، العقل ليس جوهرا .. بل هو ملكة وصفة يتحدد وجودها في الإنسان من مجمل سلوكه العام . وبهذا نكون قد ألغينا أساس الإشكالية المطروحة . فيصبح الوحي هنا ليس مقابلا للعقل ، إذ العقل ليس وجودا ، بل هو مقابل أيديولوجيا أخرى ، والعقل مشترك بين الإثنين . واعتبار أن العقل جوهرا هو امتداد للفلسفة الأرسطية التي نشأت في البيئة اليونانية الوثنية ، وجوهرية العقل ترتبط ارتباطا وثيقا بتعدد الآلهة اليونانية .

ثانيا ، التجربة معيار للحقيقة ، ولكنها ليست المعيار الوحيد . بل إن مقولة أن " التجربة معيار الحقيقة " لا يمكن إثباتها بالتجربة . وأنا انطلق من دراستي التجريبية في الهندسة الكهربائية ، فأقول : أننا عندما نذهب للمعمل لكي نقوم بتجربة ، لا نقوم بذلك لنثبت أن التجربة معيار للحقيقة .. بل نقوم بذلك عندما استقر في نفوسنا ان التجربة معيار للحقيقة من دليل آخر غير التجربة .

ثالثا ، الوحي يصلنا بالتبليغ .. ومبناه الإيمان ، أي التصديق بالمبلغ ، فينحصر النظر هنا في إثبات صدق المبلغ . وإمكانية الوحي لا يوجد شيء يمنعها إلأ عوائق أيديولوجية .. كأن يحصر أحدنا مجال الحقيقة عنده في التجربة وما إلى ذلك ، وهذا الحصر غير مسلم وباطل وما يبنى عليه باطل أيضا.




3-أما كلامه عن عدم تشكيل العلمانية قطيعة مع الإسلام ، فهو كلام مبني على افتراضات مسبقة : بينا ، مسبقا ، بطلانها . افتراضات من قبيل أن الإسلام " طقوس عبادية " . وما إلى ذلك .



4-تسميات كالدولة الدينية والدولة العلمانية .. هي من إفرازات الثقافة الغربية ، أي أنها افرازات سياق تاريخي لم نمر به وبالتالي لا نلزم به إلا إذا كان هناك ثم تشابه بيننا .

الإسلام يقرر أولا أن الملك لله . وأن الإنسان مستخلف في هذا الملك .. ومسخر له هذا الملك ، ودوره في هذا الملك هو العمارة .. وهذا الدور يقوم به عبادة لله . ويقرر الإٍسلام أنه لا بد أن يكون العدل وتأدية الأمانات والطاعة وغيرها هي الضوابط التي تحدد العلاقات بين البشر وبينهم وبين السلطة الحاكمة عليهم .

هذه هي الغايات ، أما كيف يحدث ذلك : بأي وسيلة ؟هنا باب الإحتهاد مفتوح .. وكل ما أدى إلى الواجب فهو واجب سواء كان ديمقراطية او دكتاتورية او ملكية .

ففي الاسلام لا وجود لرجال الدين حتى يكون لهم حكم وتسلط على السياسة ، إنما هو خيال الكاتب الذي يبتدع ما لا يراه .



5-اقتران الإلحاد بالعلمانية ، ليست فرية افتراها إسلاميين او رجال دين . بل إن العلمانية باهتمامها بالجانب الدنيوي من حياة الإنسان وتشديدها على الفصل بينه وبين الجانب الأخروي .. أصبحت بيئة مناسبة للإلحاد وأي عقيدة مهما كانت بشرط ألا تتدخل في الجانب الدنيوي .


6- التاريخ يقف في وجه الكاتب هنا أيضا . فاليونان وروما وفلورنسا .. عرفت الديمقراطية وطبقتها ، قبل أن تظهر العلمانية للوجود .
06-24-2005, 02:33 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
عن أسباب ضعف "العلمانية والعلمانيين" في عالمنا العربي والإسلامي ...(بعض النقاط) - بواسطة العاقل - 06-24-2005, 02:33 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كفانا انتصارات الاهية وهمية وعلينا البدء بصنع السلام وترسيخ اوزاره في كل عالمنا العرب نوئيل عيسى 3 613 09-02-2014, 09:09 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  لمن يبحث عن أسباب ودواعي الخلاف فارس اللواء 0 521 02-20-2014, 06:56 PM
آخر رد: فارس اللواء
  عالمنا العربى ومعوقات الابداع الثقافى - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 1 770 05-20-2012, 05:48 PM
آخر رد: fares
  العلمانية .. قضايا و آراء . بهجت 31 12,594 09-23-2011, 02:54 PM
آخر رد: بهجت
  العلمانية والدين .. والمأزق العربي Reef Diab 25 5,912 09-21-2011, 10:15 PM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS