وصلتني الرسالة التالية من صديقي صاحب الموضوع الأصلي طارح السؤال:

[QUOTE]اهلا تيموثى
بل انا الشاكر لظرفك و لطفك..على فكرة انا لست أردنيا بل بلدياتك و لكنى مثلك تمتع فترة بضيافة هذا الشعب الكريم
لى سؤال لو تكرمت
1- لماذا يتناقض الانجيل مع نفسه عندما يروى نهاية يهوذا الاسخريوطى..فمرة شنق نفسه و فى أعمال الرسل نجده سقط فى حقله و انشق و سطه ..و بالطبع يختلف الانجيل فى سبب تسمية الحقل بحقل الدم مرة لأن يهوذا مات فيه و مرة لأن الكهنة اشتروه بالثلاثين فضة التر رماها اليهم يهوذا بعد ندمه على تسليم يسوع
قد نقبل مثل هذا التناقض فى كتب التاريخ اما ان يرد فى كتاب المفروض انه كلمة الله التى يكتبها رسله بمساعدة الله فى صورة الروح القدس فأعتقد ان الوضع سيكون غير مقبول
كلى شوق لسماع رأيك

أهلا بك أخي الحبيب. أشكرك على الإيضاح و كما تعلمنا في الأردن هذا المثل الجميل الذي أعجبني جدًا وقتها: "كل من على دينه الله يعينو". تعجبني الأردن كلها و لكني متحيز لسكان الغور .. الأغوار الشمالية حيث غمروني بقبلاتهم و أحضانهم و حبهم و لم أفكر في أي شيء سوى أننا بشر قبل أي شيء. الإنسان هو الإنسان.

بالنسبة لسؤالك:
الإنجيل لا يناقض نفسه و لكن الإنجيل المدوّن لنا مؤّلف من 4 بشائر كل واحد روى روايته بطريقته كما تكتب أنت رسالة لصاحبك و تمت الكتابة بإلهام روح الله و ليس على مزاج أي واحد الشخصي. في هذه الكتابة الهدف هو تبليغ رسالة إيمانية تبلغ في عصمتها عصمة وحي الله نفسه أينما أوحى و لكن يا عزيزي الله عندنا في الإنجيل لا يلغي شخصية و إنسانية الإنسان الذي يوحَى إليه و بالتالي فهو ليس بمؤرخ أو مدقق جغرافي و يمكن أن يخطيء بمقاييس العلم الحديث لأنه يتكلم في حدود بيئته و ثقافته و مفرداته الشخصية الموجهة إلى الجماعة المؤمنة التي يخاطبها. الوحي ليس إملائي و لكن الله يلهم الشخص بروحه فيدوّن لنا بشارة تبشرنا بحياة المسيح فيما قال و فعل فيزداد فهمنا للمسيح و تعلقنا به في تبعيته و ليس المراد بالضرورة تحليل تاريخي بالمفهوم العلمي الحديث.
إذا تخيلنا مشهد شنق يهوذا يمكن أن نتصور إنسان بائس يذهب لأقرب شجرة في الخلاء و يعلق نفسه و إذ بالحبل يتراخى أو يتفتت لسبب أو لآخر و يهوذا يسقط على حجر فتنقسم رأسه إلى نصفين و في هذا تعاقب أحداث لا تناقض روايتين. كما ترى فكل واحد يروي الحدث لجماعة المؤمنين كما بلغه أو كما شهده و الهدف هو إيماني بحت لتعزيز الثقة بالله و بكلامه.

لسنا نحن أول من نكتشف هذه الأمور التي تبدو معضلة لأول وهلة بل تعرض لها أباء الكنيسة الأولى و أشبعوها بحثا و دراسة فمن الناس من كانت سبب له في تقوية إيمانه بالمسيح بينما لفريق آخر كانت حجر عثرة شأنها شأن المسيح و صليبه عبر عصور التاريخ فهو صخرة يتثبت عليها المؤمنون و عثرة يعثر فيها العاثرون الذين لا يقدرون أن يتبعونه لأسبابهم الشخصية.

هناك كتب تناولت كل هذه المواضيع. بعض أجوبتها تقنعني وبعضها لا تعجبني. في وقت ما كانت هذه النوعية من الأسئلة عقبة في طريق دخولي للمسيحية و لكن ما إنْ اكتشفت المسيح على حقيقته لم يفرق معي أي شيء، حتى لو لم يكن بين أيدينا الكتاب المقدس الذي نقرأه اليوم فلست بحاجة إليه لأنه استوفى غرضه من الشهادة، أقول هذه طبعا على سبيل المبالغة للتأكيد على أهمية و مركزية المسيح فوق أي اعتبار تدويني لنا.

تحياتي لك و أشكرك على كل فرصة تتيحها لي للقاء بك.

عندي لك سؤال شخصي: ما هي أكلتك المفضلة؟ و لمن تحب أن تقرأ؟

بالنسبة لي أحب السمك في كل أشكاله. و أحب أن أقرأ الكتب المصرية القديمة حيث أقرأ هذه الأيام لـ إسماعيل مظهر. انتهيت من قراءة رواية لـ أمين معلوف "حدائق النور". ساعدني صديق ذاهب إلى مصر بديوانين شعر فسوف أتمتع بقراءة بدر شاكر السياب و كذلك بشار بن برد. أحب الشعر العشقي و ما يثريني و يجعلني أحلق في عالمي سارح هيمان.

أحلى تحية لابن بلدي الغالي. و شكرا على هذه الفرص في اللقاء بك. شكرا على كلامك المشجع الجميل.