{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #16
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما

فرح الإبرَةُ الصغيرة بعملها



لما وَجَدت الإبرةُ الصغيرةُ نفسَها في المَجر قالت :
أينَ أنا ؟!

فأجابَتها إبرةٌ كبيرةٌ في نفسِ المَجر :
في مَجرِّ الماكِنة .

رَدَّت الإبرةُ الصغيرة :
وماذا سنَفعَل ؟

قالَت الإبرةُ الكبيرة :
نَنتَظِرُ ، حتّى تَمتدَّ إلَينا يدُ الخَيّاطة ، وفي ذلك الوقتِ نَنتَقِلُ إلى نهايةِ الماكِنة ،
لِنَدُقَّ وندُقَّ إلى الأسفَل ، حتّى نُكمِلَ خِياطة ثوبٍ أو سِروالٍ أو قميص .

ثمّ اقَتَربَت الكبيرةُ مِن الصغيرة ، وقالت لها :
تَعالَي والمُسِي نِهايتي المُدَبَّبة ،

لَمَسَت الإبرةُ الصغيرةُ نهايتَها فوَجَدتها حادّة ، فصاحت :
آي !! إنّها حادّةٌ كثيراً ومُؤلمة !! .

رَدَّت عليها الإبرةُ الكبيرة :
إنّها كذلك لأنّها خاطَت الكثيرَ مِن الملابسِ للناس .

ففكَّرت الإبرةُ الصغيرةُ قليلاً ثم قالت :
لكنّي لا أوَدُّ أن تكونَ نهايتي مِثلَ نهايتِك ،
حتّى لا تكونَ مُتَوحِّشةً ومُؤلمة .

ضَحِكَت الإبرةُ الكبيرة وقالت :
إنّها لا تكونُ مُتَوحِّشَةً ومُؤلمةً إلاّ في يَدِ مَن لا خِبرةَ له في الخِياطة .

فقالَت الإبرةُ الصغيرة ، بعد تفكيرٍ طويل :
على أيِّ حال ، أنا لا أوَدُّ أن أكوَن كذلك ،
فإنَّهُ مِن الصَّعبِ علَيَّ أن أهبِطَ وأصعَد ،
وأظلَّ أهبِطَ وأصعَدَ طِيلةَ أيّامٍ كثيرة .

ثمّ صَمَتَت الصغيرة وظَلَّت الكبيرةُ صامِتةً أيضاً .
وراحَت الإبرةُ الصغيرةُ تَتخيَّلُ جِسمَها الصغيرَ يَعلُو ويَهبِط ،
ويَعلو ويهبط ، حتّى يتكسَّرَ ، وتَتَطايرَ أجزاؤه .
وبينما الإبرةُ الصغيرةُ في هذا الخيال امتَدَّت يدُ الخيّاطةِ إلى المجر ،
وجَذَبَت الإبرةَ الصغيرة ،

فصاحَت هذهِ الإبرة :
لا أرغَب ،
لا أرغَب ،

لكن الخيّاطةَ وضَعَتها في مكانِها ، وهي تَبتسِم .

ورأت الإبرةُ الصغيرةُ خَيطاً أبيضَ يَمتدُّ في الثَّقبِ الموجودِ قربَ رأسِها
، صاحت :
ما هذا ؟!
ما هذا ؟!
أنا لا أُريدُ أن يَمُرَّ برأسي أيُّ خَيط ،
ولا أريدُ أن ..

في تلكَ اللحظة شَغَّلَت الخيّاطة الماكنة ،
وفجأةً رأت الإبرةُ الصغيرةُ أنّها بَدأت تَعلو وتَهبِط بسُرعةٍ عجيبة .

فراحَت تَصيح ومَدَّت ذَنَبَها لِتجرَحَ إصبَعَ الخيّاطة ،
لكنّ الخيّاطة كانت ماهِرة ، فلم تَقدِر الإبرةُ أن تُؤلمَها .

وظَلَّت الإبرةُ تَصرخ :
سأتَمزَّق ،
سأتَمزَّق ،
سأ..

ولم تستطعْ أن تُميِّزَ نفسَها خلالَ سُرعةِ الصُّعودِ والهُبوط ،
وبعد قليلٍ أحَسَّت أنّها بَدأت تَستأنِسُ كثيراً في هذا الصُّعودِ والهُبوط .
وفي الأخيرِ ،
وَجَدَت الإبرةُ الصغيرةُ أنّها قد خاطَت قميصاً صغيراً وجميلاً ،
فَرِحَت الإبرةُ كثيراً لمّا رَأتِ القميصَ الجميل ،
وتَمَنَّت أن تَظَلَّ تَشتَغِلُ وتَشتَغِلُ ليلاً ونهاراً .

لكنّ الخيّاطةَ قالَت مُبتَسِمَة :
سَنَستَريحُ قليلاً .

[صورة: 1120.gif]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 12:38 PM بواسطة -ليلى-.)
06-26-2005, 09:33 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بواسطة -ليلى- - 06-26-2005, 09:33 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 794 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 817 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 763 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 832 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 1,085 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS