بعد التحية

اتفق معك فى كثير ما كتبتيه و إن كنت اختلف فى نقتطين

أولا:
كتبتى "شعب مغيب ومطحون بالبحث عن رغيف العيش المغموس بالاهانة والذل الأمريكي....." و هنا انا اعترض على الجزء الأخير الذى هو "رغيف العيش المغموس بالاهانة والذل الأمريكي.....". صحيح ان الشعب مغيب بواسطة الدين و الجهل و مطحون من أجل الرغيف العيش و لكن ان نلوم أمريكا بسبب هذا فهذا إفتراء.

من الذى يشترى القمح؟ الحكومة المصرية. و من له سلطة على الحكومةالمصرية؟ دستوريا هو مجلس الشعب. و من له سلطة على مجلس الشعب؟ هو صندوق الإقتراع. إذا من يتحكم فى صندوق الأقتراع يتحكم فى مجلس الشعب و يفرض قيودا على الحكومة.

ثم أمريكا من جانب آخر دولة عظمى لها مصالح معقدة و متداخلة تغطى الكرة الأرضية كلها واظن انه لا يجب ان نلومها لآنها تعمل على مصالح شعبها الذى يتحكم فى صناديق إقتراعه - من اول حاكم الولاية إلى القضاه إلى الشرطة إلى الكونجرس إلى رئيس الدولة - وإلا اصبحنا منافقين.

فى السابق كانت أمريكا تريد ان تؤمن مصالحها فى المنطقة كذلك تريد ان تبقى المنطقة هادئة ليس لأمنها فقط و لكن لضمان أمن أوربا و العالم. فيأتى مبارك (او اصحاب المصالح) يقول لها سأفعل هذا. فى المقابل تخرج المعارضة هى الأخرى (لآنها تربت على عدم نقد الرئيس او النظام لعقود عديدة) تنعل سنسفيل ابو أمريكا و الغرب!! فماذا تريدى من الولايات المتحدة ان تفعل؟ ضعى نفسك مكانهم ثم قررى. عن نفسى انا لو مكانهم هعمل نفس الشئ. سأترك مبارك و اتغاضى عما يحدث لضمان الأمن.

قدمى بديل ديمقراطى وسلمى حقيقى للغرب و الغرب سيرحب بكى و لكن ان تخرجى وتقولى "الديمقراطية" وانت تنعلى ابوهم فى كل مناسبة بل و تهللى للإرهابين و تتصورى انهم سيلتفتوا إليكى فهذا محض خيال.

المشكلة ان "المعارضة" هى الأخرى مغيبة و الأخطر من هذا هى فوضوية. المعارضة فى مصر لا تجد ما تعترض علية و تستطيع لم الناس حولها فيه إلا فى حالتين فقط هما إسرائيل و امريكا :rolleyes: .لماذا لا نرى المعارضة فى موضوع والى مثلا؟ لماذا لا يضغطون على الحكومة؟ لماذا لا يضغط الشعب؟ لماذا مثلا حين يفجر صاروخ اسرائيلى ارهابى يخرج الجميع ينعلوا سنسفيل ابو اسرائيل و امريكا و الغرب و يبدأ الضغط فى مجلس الشعب !؟ و نسمع بيانات الشجب و مش عارف ايه؟!!!

ثانيا
كتبتى "أما ما سوف يحصل بها البلد مستقبلا فهو النتيجة الحتمية لكل العهر السياسي والخيانة للوطن ...." و هنا انا اعترض على كامل الجملة.

حاليا هناك أمل فى التغير لأن الولايات المتحدة و الغرب بصفة عامة تنبهوا لآخطائهم. الدور و الباقى علينا (الشعب) ان نمنع التغير من مبارك إلى هويدى :rolleyes: و نصحح الوضع و نعيد السلطة للشعب.

أنا ارى ان نكف عن الجعجعة و الصوت العالى و نبدأ بتكوين معارضة قوية تمثل الشعب كله (و ليس طائفة منه) و تعمل على حماية مصالح هذا الشعب. يكون لهذه المعارضة برامج مختلفة و محددة و واضحة.

هدف هذه المعارضة يكون التغير الديمقراطى الحقيقى و ليس تسخير امكانيات الدولة لصالح افكار او مبادئ وهمية (كالوحدة العربية مثلا او الخوض فى حرب باردة مع اسرائيل مثلا) و إنما لتطوير البلد و تنمية مستوى المعيشة. كلهم يجب عليهم تنى فكرة "مصر أولا".

أرى ان اهم شئ يمكن للمعارضة عمله هو تبنى عدة برامج قومية متوازية منها بالترتيب
1. برنامج للقضاء على الأمية تماما فى ظرف لايتعدى 10 سنوات. نسبة الجهلة فى مصر خرافية 42% فكيف لبلد يفترض انها تريد ان تنهض وتقريبا نصف سكانها جهلة؟؟؟؟؟!!! هذا البرنامج يجب ان تكون له الأولوية القصوى وبجب اعتباره هدف قومى.
2. برنامج لزيادة الوعى بالأدب و الفنون بكافة انواعها بين الذين يعرفوت القراءة و الكتابة. فكيف يمكن لمعارضة ان تكون إيجابية إذا لم تعرف كيف تفكر و تبتكر؟؟!!
3. برنامج خاص للتعليم. نحن نحتاج إلى إعادة هيكلة النظام التعليمى بالكامل خاصة الجزء التاريخى والعلمى منه إذا كنا نريد فعلا النهوض بالبلد. يجب ان نتخلص من ثقافة التلقين تماما و نضع جذور لثقافة الفكر و النقد و الإبتكار وإلا سنموت مهما فعلنا.
4. برنامج لتنمية الصناعة و الصادرات و ذلك لزيادة الدخل القومى من العملة الصعبة والبدئ فى تبنى الصناعات التكنولوجية.
5. العمل على تنمية القطاع السياحى و زيادة الوعى بالقيمة التاريخية لآثارنا.
6. إعادة صياغة الدستور وتبنى دستور علمانى يفصل الدين عن الدولة و يتم الفصل فيه بين اجهزة الدولة المختلفة و تحديد سلطتها والعمل على حد الإستثنائات والحد من سلطة الرئيس وتحديد مدة الرئاسة و عدد دوراتها و زيادة سلطة مجلس الشعب (بوصفه الممثل الفعلى لمصالح الشعب). هذا الدستور يمليه الشعب و يكتبة رجال القانون و يشرف على كتابته نواب الشعب.

وأخيرا بعض الحقائق عن مصر. التعداد التقريبى لسكان مصر الآن حوالى 77 مليون نسمة. الشريحة التى يمكنها تخطيط مستقبل (القوة العاملة) هذا البلد تمثل 62% من التعداد يعنى حوالى 47.7 مليون. نسبة الجهل فى مصر 42% من السكان. بالزمة كيف لدولة ان تنهض وبها 32 مليون جاهل من 77 مليون!!!!!

بالمناسبة.. الـ 47.7 مليون يفترض ان نصفهم على الأقل يمكنه الإنتخاب فالرقم يمثل الشريحة من سن 15 إلى 64.. فأين هم؟؟ و اين المعارضة البناءة التى تشرح لهم حقوقهم السياسية و تعرفهم بها؟!! لوقت اشعر ان رؤساء هذه المعارضة لا يختلفون كثيرا عن مبارك!

انا عن نفسى لم اعرف شيئا عن "حقوقى السياسة" إلا منذ سنوات قليلة و من اشخاص غير مصريين :rolleyes: وعمرى الآن 29 سنة فقط فهل هذا معقول؟!؟!؟!!

وشكرا