اقتباس: ساري في الروح كتب/كتبت
في كل مرة تظهر لي طريقتك الغريبة في الحوار، كأني بك تقول أن المعيار هو أن يكون الكتاب هو القرآن و ألا يكون هو الانجيل!
أحب أن أسألك كيف تبرر هذا الشرط الذي وضعته، فهل إذا مثلا كتب فلان كتاب و ادعى أن هو الله فيكون هذا معيار على أن الكتاب إلهي؟ و بالمقابل إذا لم يكن الأسلوب خطابا مباشرا بل اشتمل على أساليب لغوية بديعة لإيصال المعنى يكون هذا معياراً على أن الكتاب ليس كتاب إلهي؟
الأمر ليس له علاقة بطريقتي الغريبة في الحوار أو أي شيء من هذا القبيل... ولكنا الان في موقف لا نحسد عليه لو أردت الدقة.. بعيدين كل البعد عن محمد عليه الصلاة والسلام بأكثر من 1400 سنة.. وعن السيد المسيح بأكثر من 2000 سنة.. ماذا نفعل؟؟ نحن أمام كتابان الآن.. وكل طرف يريد أن يثبت أن الكلام الموجود في كتابه هو كتاب الله..
حسنا.. جردت نفسي تماما من أي شيء.. ولأنظر للأمر من بعيد..
الكتابان يريدان اثبات أن كلا منهما كلام الله.. حسنا..
فلأحاول أن أحاكي الموقف بمثل مفهوم..
جاءني طائفتان من الناس.. الطائفة الأولى تقول أن (س) عالم ذرة.. والأخرى تقول أن (ص) هو عالم الذرة.. حسنا.. فلتخرج الطائفتان خارج الحجرة عشان صدعوني.. ودعوني من العالمان .. وليتحدث كل عالم عن نفسه.. وسأبدأ بسؤالهم.. أيكم يقول عن نفسه أنه عالم ذرة من الأصل حتى نكمل الحوار؟؟
لو وجدت أن واحدا منهم هو الذي يدعي أنه عالم الذرة.. والآخر لا يدعي هذا.. بل ان الأخر حتى لا يتحدث بلسانه.. ويترك لغيره يقول ( هو عالم ) ( هو عالم).. ترى.. على أي أساس أكمل الحوار.. سأخرج للطائفتان ببسطة وأقول.. ان الرجل لم يقل شيء.. وانتهى الحوار...
أما لو كان هناك ادعاءمن الطرفان.. فيتم بعدها وضع العديد من المعايير التي يراها الناس عادلة..
هذا رأيي في الأمر لا أكثر ولا أقل
بالنسبة للأساليب البليغة التي تحدث عنها.. فعندي مثال جيد..
فمثلا حينما يقول الله ( هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم).. فهذا أسلوب بصيغة الغائب.. ولكن الصغير والكبير يعرف جيدا أن الله يتحدث عن ذاته العليا بأسلوب غائب لاستيفاء شروط بلاغية لم ولن توجد ي كثير من التعبيرات.. ولن تجد أبدا من يتساءل من القائل.. ولذلك يحدث تنوع بين صيغة التكلم المباشرة وصيغة الغائب..
أما أن تكون الصيغة على طول الطريق ( الله قال لفلان : أنا الله ).. على طول الطريق ( قال الرب لموسى.. قال موسى للرب.. قال الرب لموسى.. قال موسى للرب).. على طول طريق ( ذهب.. قال.. فعل.. هو .. ).. حتى حينما تجد أسلوب متكلم مثل ( سأقيم لهم من بين اخوتهم ).. تفاجأ من قبلها أن هناك من يحكي عن الله ويقول : ( قال الرب لموسى: سأقيم لهم... ).. لا علاقة لما تقصد بأساليب البلاغة.. انما هي حكايات .. وأنت نفسك مؤمن بهذا .. حيث رجال الله القديسون هم المتحدثون بأسلوبهم
هذا هو المعيار الرئيسي الذي أتحدث عنه