كلمة الوطن- الاربعاء
استعراض العضلات الإيرانية
الوطن
طالعنا الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية بتصريح تهديدي لكافة دول الخليج في أعقاب نشر جريدة الايام البحرينية لرسم كاريكاتيري للمرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامئني، قارن التهديد الايراني بين قدرات الجمهورية الاسلامية وقدرات دول الخليج وحذرها من مثل هذه الممارسات.
كخليجيين، نستعجب ونستغرب مثل هذه التصريحات الايرانية التي تتركنا نتساءل: ماذا تريد ايران ان تحقق من مثل هذه التصريحات؟ هل تتوقع ان تركع دول الخليج لها وتتأسف؟ هل تريد الادارة الجديدة استعراض عضلاتها امام شعبها وان تعزز مفهوم دونية وهامشية دول الخليج مقارنة بالجمهورية الاسلامية العظمى؟
ان الطامة الكبرى في استعراض العضلات هذا هي افتراض عدم وجود أي قانون دولي يحكم تعامل الدول مع بعضها البعض، وافتراض ان الضعيف يجب ان يخضع للقوي بإذلال وخنوع، وهذا كله خطوة كبيرة للوراء في سبيل اعادة ايران الى الصف الدولي بل وحتى الصف الاقليمي، فأصبحنا الآن نشك في صدق النوايا الايرانية.
لسنا دعاة للاستهزاء برجال الدين سنة كانوا أم شيعة خصوصا اذا كانوا ممن يكّن لهم اهل الطائفة الاحترام والتبجيل، ولكن رجل الدين ان اراد حفظ نفسه من الانتقاد فيجب عليه الابتعاد عن السياسة ليحفظ لنفسه حصانته الدينية، اما اذا دخل السياسة فلنا الحق كل الحق في انتقاده.
الجمهورية الاسلامية بنت سياستها الاعلامية على نظرية «امريكا.. الشيطان الاكبر»، فبعد تصريحات آصفي الاخيرة نتمنى ألا نرى في ايران من يحتج على مسؤول امريكي اذا صرح بأن «قدرات امريكا تفوق قدرات ايران، فيجب على ايران وعلى سماحة المرشد الروحي للجمهورية الحذر والابتعاد عن تسميتها بالشيطان الاكبر».
ان نفي السفارة الإيرانية في الكويت وتبريرها لتصريحات آصفي ليس بكاف ولا مقبولا، فإن أرادت إيران تصحيح الخطأ ورأب الصدع فان الاعتذار يجب أن يأتي من طهران وعلى لسان أرفع المسؤولين والا فإن الريب سيظل يغشى العلاقات الخليجية ـ الإيرانية في وقت نحن في أمس الحاجة فيه للتقارب السياسي والتكامل الاقتصادي.