صدق جمال خاشقجي، غير أن اسمه الحركي كان (عمر عبد الحكيم) لا عماد عبد الحكيم

كتب في بداية الثمانينات كتابا أسماه (الثوة الإسلامية في سورية آلام وآمال) لم يترك فيه قيادة من قيادات الإخوان إلا واتهمها بالعمالة والتواطأ على التفريط بالوطن، زاعما أن كل هم القيادة النزول لسورية، لذلك فقد وقفوا في وجه اندفاعاته وأمثاله من عناصر الطليعة الذي أسهموا مع النظام في تأجيج نار الفتنة، ودفعوا الأمور إلى الهاوية!!

أبو مصعب لم يسلم منه أحد، فحين ذهب لأفغانستان لم يحتمل عبد الله عزام ولا احتمله الشيخ رحمه الله، فأسس لنفسه فصيلا قتاليا كانت عدته التكفير حتى لبعض أفراد المجاهديم كأحمد شاه مسعود والجيلاني وآخرين!

وحين انفض مولد الجهاد بلا ملبس للعرب ولا حتى حمص! ذهب ليدير وينظر للجزائريين حملتهم الثأرية ضد العسكر الذين سلبوهم حقهم الديمقراطي، فأوقد نار فتنة كان من ثمراتها عنتر الزوابري والسلفية الجهادية

أسس على النت موقعا خاصا بأطروحاته الرديكالية المتطرفة، كما أنه أسس غرفة بالبالتوك أسماها غرفة الأنصار!

ولا أظن أنه سينجح بالإيقاع بنا في شركه، فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، وقد لدغنا بحماقات الطليعة قبل ربع قرن، ونحن أحذر ما نكون من أن يتكرر التسرب إلى صفوفنا من أمثاله.

وحملة التنظيم العالمي اليوم في معظم الأقطار العربية تستهدف تحصين أفراد الجماعة من الانفلات إلى مثل هذه الفوضى الراديكالية التي يبشر بها أبو مصعب وأبو قتادة وأبو حمزة والآخرون....

نحن في الحقيقة لا نصدق أن أبا مصعب سيدفعنا لأن نسلك طريق الجنون والمرض من بعد العقل والعافية، ولكننا نخشى بالفعل من أولئك المتلبرلين الذين لن يروا للساحة الإسلامية صوتا يعلو فوق صوت الزرقاوي والصفراوي والحمراوي

وستجد أن أصم المنابر عن الصوت الإسلامي، وأشرسها ضد الإخوان (كالشرق الأوسط والعربية وإيلاف) ستكون أكثر المنابر ترحيبا بأبي حمزة المصري وأبي قتادة الفلسطيني وأبي مصعب الزرقاوي وأبي مصعب السوري!!

لماذا فجأة يصبح عمر عبد الحكيم (داعية معروف وبارز) وتتنافس عليه المنابر الليبرالية ليحدثها عن أطروحاته اإسلامية، بينما يحدثها ذاك عن حزب المهاجرين في بريطانيا، ويخرج أبو حمزة ليفتي وأبو محمد المقدسي لينظر في الجهاديات، وأبو قتادة يزج الناس في جهنم الحمراء أفواجا؟!!

بينما تبخل هذه المنابر على إبراز صوت الاعتدال والوسطية إلا لمما!!

أخشى ما أخشاه هم الليبراليون الذين يصنعون صنيع عنترة بأعدائه، فيأتون لأسخف الناس تفكيرا في الوسط الإسلامي، فيرفعون من قدرهم حتى يخيل للسامع أن من يحدثوننا عنه مفتي الديار وعلامة الدنيا وشيخ الإسلام!

ثم بعد قليل يخرجون علينا بوثيقة تقول لا فرق بين القرضاوي وابن لادن، ويوقع عليها جميعهم، متوسلين لبوش أن يكمم أفواه الإخوان لأنهم مزرعة التطرف التكفيري!


إيلاف مثلا تأتينا اليوم بالعبيكان وموسى عبد العزيز كنماذج للإسلام المتنور!

وهي تعلم أن الشيخين كتلة صماء من الجمود والجهالة، ولهم مواقف مزرية بخصوص المرأة والمخالف من أبناء الملة، بله من الملل الأخرى، غير أنه إن كان الغرض تشويه صورة الإسلاميين فإن الغاية تبرر الوسيلة، وفي هذا فليكن الغزالي والقرضاوي وفهمي هويدي وسليم العوا والغنوشي أقطاب التطرف والانغلاق، بينما يغدو العبيكان أفغاني عصره!!:lol:لا والله لست أخشى أبو مصعب السوري لولا ان الليبراليون يتمنون أن نكون جميعا أبا مصعب وأبا قتادة وابن لادن!
وفي هذا يغرون بنا وزارات الداخلية، ويصبح كلام فؤاد علام وزكي بدر وأشباهه من مسؤولي الأمن والمباحث والمخابرات، حجة على المغيبين عن هذه المنابر لغاية مكيافيلية لئيمة تراهن على أن الآخرين حين يقرؤون لها الادعاء وراء الادعاء، والتشويه في أثر التشويه، لن يتحققوا على الدوام، بل ربما يستسلمون لحملاتهم التزويرية، أو على الأقل يقولون: (إنه لا دخان بدون نار)