تحياتي أخي حسان

نعم بالفعل ان الحديث عن الارهاب يتشكل باعتباره معضلة .. وأي معضلة .. وبالتالي هل نحن فعلا محشورون في زاوية لا نلوي على شئ؟.. وبالتالي هل حقا ليس لنا من الامر الا التل في حرب الوالد مع الوليد ؟ .. هل بات انعكاس هذا المفهوم الصاعق على الاذهان متبلور في ثنائية المع ضد؟

لا اعلم صراحة من اين يمكن البدء.. هل من محاولة لتحديد مفهوم هذا المصطلح وماهية علاقته الرابطة مع مفهوم العنف مثلا؟ هل الارهاب عنفا وفقط؟ هل نشأ في غفلة من التاريخ ومن القرار العربي وبالتالي تشكل كظاهرة مستقلة انبثاقية من العدم ؟ وهل هذا الارهاب .. او العمل الذي اتفق نوعا ما على وسمه بهذه السمة - وهي سمة قد لا تزعج بعضهم ممن يقوم بهذا العمل ، لانزراع هذه اللفظة في بعض الروافد المشكلة لوعيهم بطريقة محمودة- هل نشأ فعلا عن تلك الجماعات التي كانت تمارس جهادها ضد "المد الالحادي السوفياتي"؟ ام عن شئ اخر؟؟ هل هي صورة نمطية فعلية او مفهوم اسقاطي غريب حتمته العقلية الـ"المؤامراتية" لارباب القرار والسياسة والفكر الغربيين؟؟ وبالتالي هل فعلا ان هؤلاء الشباب ممن يمارس العمل المتفق على وسمه بـ "الارهابي" هل هم فعلا لا يمثلون العرب والمسلمين؟ هل .. وهل .. وهل ..

امور عديدة يقتضيها البحث في الارهاب وعن الارهاب.. نعم .. وكلها على ما اعتقد لها نسبة من المطابقة مع الواقع .. كذلك نعم .. لكن لا يمكننا ان نرى او نعتبر انفسنا متفرجين عن بعد .. فظاهرة الارهاب قد باتت كالاخطبوط الممتد دونما اي رادع او وازع .. دونما ان يجد احد ما جوابا لسيل الـ أين والكيف واللماذا والمتى .. وغيرهم من اخوانهم واخواتهم .. الثابت دونما جدل هو امتداد هذا الفعل ليتلمسشرعيته من اجهزة قيم قديمة مغايرة تماما في قوامها البنائي الخاص لبنى الدولة الحديثة .. وبهذا الاعتبار لا يمكن النظر الى "الارهاب" على انه ظاهرة جرثومية غريبة .. بل هو توافق للذات بذاتها وفق ما ارادت من خيار .. عودة الى الجذر الحاكم عليها .. وبالتالي فهو التمثل الاول لمفهوم الانتماء للذات .. الذات بهكذا اعمال انما تكون ملتئمة بذاتها ضد الاغيار وفق ما اقتضته النظرية .. لافظة بهذا الامر كل حالات التشظي الفكري او التلفيق العقدي .. وبالتالي فهي ابرز واوضح اشكال الانتماء الى الفكر والعقيدة المختارة بعيدا عن كل محاولات التزيين والتبديل او الباس الفكر لبوسا غريبا عنه يتعارض مع اصالته وخصوصيته ... ولعل كل هذا يدفع الى سؤال حاد جدا .. وربما ضروري جدا .. عن هذا الفكر .. هل المنطلق الفكري لهؤلاء - وهو نفسه باطار النظرية منطلق غيرهم ممن يألف كلمة "الاعتدال" ويتآلف معها بل ويصدقها حتى باتت بطريقة ما فاعلة بذاته ومؤثرة - يحتمل الاعتدال؟ ام هم فعلا اكبر ممثلين واصدق ممثلين لهذا الفكر؟

الجواب اظنه متوافراللجميع .. وكل ما يحتاج هو مقارنة بسيطة ما بين الممارسة والنظرية .. في حين ان من يثار حولهم وحول ممارساتهم الكثير من علامات الاستفهام .. اولئك ممن يزعم الانضواء الى نفس المنطلق الفكري، وباطار الممارسة تراهم ينادون بالعدالة والديموقراطية والانفتاح والحوار .. وما الى هنالك..

موضوع مهم جدا .. تشكر عليه اخي حسان .. وربما سيكون لي عودة

تحياتي
(f)