2/3


أعلن قسيس أوغندي يدعى 'كيزا جولياس' يبلغ من العمر 46 عامًا إسلامه مؤخرًا. وكان هذا القس الذي غير اسمه إلى 'كيزا صالح' يشرف على سبع كنائس في منطقة 'بوسيروكا' القريبة من بحيرة ألبرت.

مندوبنا هناك أجرى معه هذه المقابلة التي نتعرف منها على ما يدور في كنائس منطقته!

ما سبب اعتناقك الإسلام؟

ـ هناك عدة أسباب أولها: أن الكنيسة كانت تحظر علينا شراء الإنجيل أو قراءته خوفًا من أن نفهمه فهمًا خلاف ما يريدونه, وأن قداسات الأحد التي نقدمها في الكنيسة كانت تأتي إلينا جاهزة وموزعة في كتاب واحد على عدد أسابيع العام.

وعندما أتيحت لي الفرصة لقراءة الإنجيل كاملاً, وكنت أعيش بين المسلمين, لاحظت أن تعاليمه لا يطبقها لا الكاثوليك ولا البروتستانت, إنما الذين يطبقونها هم المسلمون وحدهم, وعلى سبيل المثال, فإن سجود عيسى مع بعض حواريه عند التماسهم النجاة, لا يقوم به إلا المسلمون, وكذلك الحجاب الذي تستر به مريم العذراء شعرها لا تلبسه سوى المسلمات.

والسبب الثاني: أن الكنيسة رفضت زواجي بأخرى رغم أن زوجتي الأولى عاقر, الأمر الذي أدى إلى نشوب نزاع بيني وبين القائمين عليها, لكن الذي شدني إلى الإسلام أكثر هو ما يدعو إليه من صور التراحم والتواد والتعاطف بين المسلمين التي لا تتوفر عند غيرهم.

أثر إسلامه في الأصدقاء والأتباع:

كيف أصبحت علاقتك بأتباعك بعد إسلامك؟

ـ لا أرى فيها ما يدعو إلى الحزن والندم حيث إن عددًا كبيرًا منهم اتبعني واعتنق الإسلام معي, ومن لم يدخل فيه أمر أبناءه باعتناقه, والبعض الآخر وعد بإسلامه مستقبلاً.

والذي يؤكد متانة هذه العلاقة أننا ما زلنا نصلي في بيت أحد الكاثوليكيين, تبرع لنا بواحدة من غرفه.

وماذا عن علاقتك بالمسؤولين الحكوميين؟

ـ ما زالت علاقتي جيدة مع النائب الثالث لرئيس الوزراء, والذي يشغل في نفس الوقت منصب وزير الأشغال, وهو كاثوليكي أيضًا, كما أن علاقتي جيدة مع ممثل المنطقة في مجلس المحافظة وكذلك رئيس لجنة المقاومة الثانية والثالثة.

بناء مسجد

ما هي تصوراتكم للمستقبل؟

ـ لازلت أنا وزملائي نجهل الكثير عن الإسلام, ونتمنى أن نجد من يأخذ بأيدينا ويبصرنا بأمور ديننا, ولا شك أن من أولويات مخططاتنا بناء مسجد يضم بيتًا للإمام ومدرسة, وقد اجتمعنا في هذا الصدد مع ممثلين عن مسلمي منطقة 'بوسيروكا' للتعارف وتوطيد العلاقات, وتمكنا من جمع بعض التبرعات من مسلمي مدينة 'هويما' وبعض المهتدين الجدد, واشترينا بها قطعة أرض لنبني المسجد والمدرسة عليها, ونحن بحاجة الآن لمن يمد لنا يد العون لنبدأ البناء.

آراء حول الإسلام:

وكان من جملة الذين قابلتهم مع القسيس المهتدي, صاحب المنزل الكاثوليكي الذي يصلي فيه المسلمون الجدد ويدعى 'ناثان أديغا' سألته عن رأيه في الإسلام فقال: تعجبني وحدة المسلمين ونظافتهم, وسأكون واحدًا منهم في المستقبل القريب, وقال 'تشارلز أووندا' الذي سمح لأولاده الثلاثة 'راشد, أشرف, فاروق' باعتناق الإسلام رغم أنه ما زال على الكاثوليكية: إنه معجب بحسن خلق المسلمين ونظافتهم لاسيما في ملابسهم البيضاء, وعبّر عن نيته في اعتناق الإسلام مستقبلاً.

وردد نفس الكلام 'كابيري كازميري' الذي سمح لأربعة من أبنائه وحفيديه بدخول الإسلام, وقال: إنه سيعتنق الإسلام بعدما يتأكد من صلاح أبنائه.

وقد أتيحت لي فرصة أخرى لمقابلة ابن أحد رجال الدين البروتستانت الذي توفي والده بعد أن أوصى به المسلمين خيرًا واختار له اسم يحيى وهو على فراش الموت. وقابلت كذلك عددًا من المهتدين الجدد الآخرين من الصبيان وصغار السن الذين أعجبوا بالملابس البيضاء والطواقي متمنين لباسها مثل بقية المسلمين.