اقتباس:  نسمه عطرة   كتب/كتبت  
الزميل راغب  
أشكرك على فهمي جيدا بارسال تحيتك الورديه...

أما الابن خالد  

حين  تقولين الإبن خالد ونحن في معرض النقاش، فهذا لا يعني إلا مصادرة أبوية أو أمية لكل ما سأقوله، فهو يعني ضمنا أنني صغير لا يليق لي أن أنطق بين أعمامي الكبار.
وهكذا أسلوب يذكرني باجتماع معاوية مع العبادلة والحسين، حين زعم أنهم صغار لا يعرفون مصلحة الأمة، وأنه عم لهم جميعا وعليهم أن يكونوا شطار ويسمعوا الكلام.

أنا اشعر بالاسى والحزن عليكم أنتم الشباب المضيع لقد حاولوا الأشرار تغييب الشباب اما بالمخدرات أو بالتفاهات أو بمسح تام وشامل للانجازات الرائعة التى قام بها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ...

شعورك بالأسى لن يسحب طلبنا منكم أن تضعوا لنا قائمة بإنجازات ناصر، لنرى أي منها قد نقلنا من الحضيض إلى أسفل سافلين.
ما خدم به ناصر الناس ليس منة منه عليهم، بل هو لازم في عنقه لا يمن به على أحدن ولا يمن غيره علينا به. بل الناس تمن على ناصر أن مكنته مما فعل، ولو شاءت لمكنت غيره.
أما مصادرة حق الناس في السلطان، فهذا لعمري ما يجب على الناس أن توقف ناصر طويلا لحسابه عليه، فليس الإصلاح أبدا مبررا للدكتاتورية العسكرية.
أما زعمك أن مخالفيك من الشباب لا بد وأن يكونوا مغيبين في المخدرات أو التفاهات أو مسح الذهن، فهذا فوق أنه مصادرة لغيرك، إلا أنه أيضا يرتد عليك وعى ثلة من جيلك أنهم كانوا مغيبين وراء شعارات وخطابات وهتافات، لا تسمن ولم تسمن ولن تسمن من جوع. جيل سعى وراء خطاب رنان الكلمات فارغ المحتوى، مشحون بالوعد والوعيد الأجوفين، ينام بعده من نام قرير العين غير شاعر بالمصيبة تحاك حتى وقعت الواقعة، فكنا كمن ألهاه العسل عن الدب.
ثم رفعنا شعارات فارغة من المفاهيم، لا ترسخ إلا سلطة العسكر، وتجعل كل من يطابنا بالنضر في أمرنا خائن عميل.
ثم أطلقنا هتافات مدوية لم تزدنا إلا خيبة، ورسخت من أننا ظاهرة صوتية لا نتقن غير الجعير الذي اتهم به حسام يوما المسلمين.
نحن الشباب نشعر على جيلكم كله بالأسى، كيف ضيعتم الفرصة الذهبية للنهوض وانشغلتم بالإعتكاف وراء ناصر، وذهلتم به عما سواه. إنا لنعجب كم كان فهمكم السياسي قاصرا ومتواضعا وطفوليا. ولا نعجب من شيء أشد منكم إلا ما أتانا به زماننا من دعاة للحرية من وراء دبابات العدة.

تفكرني بالضبط بمغول العصر حينما دمروا كل المؤسسات والعمار الذي كان شاهدا على التطور في بلاد الرافدين حتى يؤكدوا دعايتهم أن العراق كانت خرابة وهم الذين بقدومهم ستتحول الى الريفيرا ...
طالما يا ابني لم تعش تلك الفترة الذهبية الناصريه فأنت قطعا سترددما زغطوك به في مراحل دراستك السطحية والخاويه ....
ولسه بنسأل هو الشباب مغيب ومحبط وارهابي من ايه ....:

أما ما تزعمينه أني مزغط، فلقد علمنا من هو المسيّر المغيّب. وليس لك أن تصادري ما أقوله أو ما سأقوله، ولا أن تمارسي علي دور الأب او الأم أو الأخت الكبيرة.
ذلك أن الذي قد أجر عقله لهتافات وشعارات وخطابات لم تورثنا إلا وحدة باتت مستحيلة، وهزيمة ماحقة، وعبودية لعسكر، وترسيخا لدكتاتورية، حتى برز من الناس ناعقون لا يرون غير جيش الغير ليعيد للناس كرامته. وبتنا معلقين بين استبداد عسكري داخلي، و تسلط عسكري أجنبي. وبات من يفكر في غير هذا وذاك هو حالم رومانسي يجب تركه، أو عميل متخف، وضاع حق الناس في اختيار السلطان، واصطرع على السلطان كل من ليس بصاحب حق به.

لعمري هذا أمر عجاب.

what: