ولكني لم أفهم "ردة الفعل" العربية هذه على قضية عادلة مثل قضية الشعب الكردي.

الأكراد في كردستان ليسوا الشركس في الأردن ولا الأرمن في لبنان. إنهم جزء من تاريخ هذه الجبال الشاسعة الواسعة التي تستطيع أن تستوعب دولة كبيرة.

أنا لا أفهم حقاً سبب العداء لحق الشعب الكردي في تقرير مصيره. ولا أستطيع أن أكون "فلسطينياً" متناسقاً مع مطالبي وحق شعبي في العيش والحياة وإقامة دولته المستقلة، دون أن أكون متضامناً مع حق الأكراد في تقرير مصيرهم.

هل "دولة كردية في كردستان" هي اعتداء على "العراق" و"سوريا" حقاً؟
لا أعتقد بهذا أبداً، إذ كيف يكون استقلال شعب على أرض آبائه وأجداده اعتداء على بلد آخر؟ ولماذا مشى آباؤنا منذ خمسين سنة خلف حركات التحرير الوطني من الاستعمار إن كنا نجيز لأنفسنا استعمار الآخرين؟ بل سوف أذهب أكثر من هذا وأتساءل: بأي حق تقوم دولة من الدول باعتبار مكان ما جزءاً لا يتجزأ منها، وهذا المكان بقاطنيه وطيره وأشجاره وينابيعه يقول لتلك الدولة: لا نريدك؟ أليس هذا هو الاستعمار بعينه؟ وهل نحن مع الاستعمار؟

المشكلة أين في كل هذا؟
إنها في المناطق النائية من كردستان، على الحدود مع الإثنيات المجاورة. هذه المناطق يجب أن نجد لها حلولاً خاصة، ولكن هذه الحلول لا تمر برفض "حق الأكراد الشامل والعام في تقرير مصيرهم بأنفسهم" وتحقيق ذاتهم "من خلال دولة مستقلة" في "عمق كردستان" إذا ما "ارادوا" هذا.

أخيراً، التاريخ لا يصنع دولاً، والدول لا تستمد شرعيتها من التاريخ فقط.

واسلموا لي
العلماني