المحترم الدكتور رائق...
يؤسفني أنك تتزحلق على الكلام دون أن تعقب على كلامي بما يفنده!
ويؤسفني أيضا أنك تتعامل بأسلوب ساذج مع دعاواك متصنعا الأستاذية في غير ما تميز!
ويؤسفني أنك تكرر ذات اتهاماتك دون أن تعيد النظر حتى فيما تسميه ادعاء تكفير للبيانوني من أخيه! وأنا أطالبك ما دمت واثقا من نفسك تمام الثقة أن تثبت دعواك ببينة تخرسني بدلا من التنطع الفارغ الذي إن دل على شيئ فإنما يدل على طائفيتك..

وأنا أقول طائفيتك، لأنني أراك تنتصر لابن طائفتك الدموي الذي استباح سورية، بل استباح كرامة بعض العلويين أنفسهم، غير أن ذنبه غدا مغفورا عندك لمجرد أنه علوي!
بينما عمر ومحمد الفاتح لم يستحقا عشر الأوصاف الفضفاضة التي ألبسته إياها زورا وبهتانا!!
لا بل ذهبت تطعن بهما، وتذكرنا بتجاوزاتهما والعنف الذي مارساه، بينما ملاكك المقبور تراه فخر العرب والمسلمين! ويالها من مسخرة!!

أخي الكريم
هون عليك، فأنت تريد أن تتواصل مع نفسك، وتقول ما تريد، لذلك تهربت من دعواك من أن في الإخوان السوريين فروعا أخرى، لتتزحلق على الكلام وتزعم أن معنى هذا بأن الإخوان فرع من أهل السنة وهي الحالة المجتمعية الدينية الكلية! ثم بعد قليل نسيت هذه المسخرة فرحت تزعم بأنك تقصد أن الإخوان -فرع البيانوني- تعني أنهم فرع من تنظيم الإخوان العالمي! ثم بعد هنيهة رحت تعاود الحديث عن فروع للإخوان السوريين وهم وإن كانوا أفرادا لكن قدرتهم على الاستقطاب تنمو مع الزمن...وهكذا...

تزحلقت على الكلام حين زعمت أن الإخوان يكفرون المجتمع ويكفرون بعضهم، دون أن تسند كلامك الفارغ بدليل! ثم زعمت بعدها أن الإخوان يكفرون قيادتهم، وطرحت اسم الدكتور أسامة مشعل كمكفر للبيانوني! وزعمت أيضا أن أخاه -غير الإخواني- يكفره أيضا! ومع مطالبتنا بالدليل لم تزد على أن ادعيت في سذاجة لا تخلو من تغابي بأنه -أي البيانوني- يكفر ذاته!!
ورحت تفترض أن نماذج القتل والتكفير موجودة على الأرض دون حجة...
ورحت تقول بأن قانون 49 لا يختلف عن حد الردة في الإسلام!

وهذه أكبر سقطاتك التي حزت بنفسي والله!
أن تدافع عن قانون الإبادة العنصري!

ولما قلت لك بأن هذا الحد -حد الردة- تدرسه كلية الشريعة بدمشق ولا علاقة له بفكر الإخوان، رحت تكلمني عن هبل حافظ وتدريسه للأصولية في بلده!
يعني كلام مفكك غير مترابط وغاية في البعثرة والطائفية والحقد، ثم تزعم بعدها أنه حيوي، وتحشر فيه جملة من مصطلحات البداهة والغثاء الحيوي!!
والله أشفق عليك من هذا الوضع خاصة حين أتذكر بأنك تجاوزت الستين من عمرك، وما كان يمنعني من مجاراتك في سفاهتك إلا أنني أحترم شيبتك والله!
بكل صدق لن ألوم المتطرفين على ما يقولون حين أرى أمثالك يطرحون هذه الأطروحات العقيمة، ويدافعون عن النظام القمعي الدموي كل هذا الدفاع المستميت!
ولو أني سألت عن مبررات دعمك لهذا النظام فلن أجد أكثر من أنك عنصري برغم كل الكلام الذي تقوله عن العنصرية!!

نعم عنصري وليس غريبا أن يتلبس الإنسان بما يظن أنه يحاربه!!

خذ مثلا دولة الكيان الصهيوني:

إنها أكثر دول العالم عنصرية وحقدا على الساميين العرب، ومع هذا فشعاراتها الإعلامية هي محاربة كراهية السامية!
تزعم أنها تحارب الإرهاب، ومؤسسيها وقادتهاهم سفاحي مجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا وجنين وقانا..
تزعم أنها تدافع عن حق شعبها المظلوم الذي أخرج من دياره قبل ثلاثة آلاف عام، مع أنها لم تستقر في تلك الأرض إلا بضع عقود من السنين، فإذا بها تقتلع شعبا عربيا سبقها في سكنى هذه الأرض، ومضى عليه في إسلامه أضعاف الفترات المبعثرة التي استوطنت بها فلسطين!

ليس عجيبا يا صاحبي أن يزاود علينا بالتحرير من احتل أفغانستان والعراق..
ليس عجيبا في عصر العجائب أن يوقع جملة من الليبراليين على وثيقة تطالب بتكميم الأفواه وتقييد الحريات للآخرين!
ليس عجيبا في عصرنا المتناقض أن يجلس أرباب الأطروحات الاشتراكية على أنهار من أموال الشعوب المسروقة، وأن يصبح لهم قناة فضائية تزعم أنها مع القومية الموحدة، ثم لاندري من أطروحاتها أي قومية تقصد خاصة حين نراها تركز على ما تسميه بلاد الشام، فإذا بها تضع في خضمها العراق والخليج!!

هل أقول بأنه عصر ملعون تستنسر فيه بغاث الطير، وفيم أعيب زماني وألعن دهري وقد نهينا عن لعن الدهر، إنه قدرنا لأننا نستحق هذا النكد والله...
إن الطغاة استخفونا، وكدنا من فرط تسامحنا أن ننسى بأن منطق الآخرين لا يعبر بالضرورة عما يمور في صدورهم!
كدنا ننسى أنه إذا رأيت نيوب القرد بارزة....فلا تظنن أن القرد يبتسم! :23:

وأتمنى من الزملاء طي صفحات أضعت فيها مع المحترم النقري وقتي ووقتكم

بقيت نقطة أخي الكريم الدكتور النقري تتعلق بما تظنه من أنني قرأت لك الكثير!
فوالله الذي لا إله إلا هو ما دخلت موقع مدرستكك إلا مرة واحدة حين طلبت مني ذلك ذات حوار، وقد كددت عقلي أن أفهم من مصطلحاتك جملة فلم أفلح، بل رأيت جملة متناقضات لم أجد من المناسب تضييع الوقت فيها، فواجباتنا أكثر من الأوقات، وليس من الطبيعي أن نضيع عمرنا بعزقة! اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع....

واسلموا لود واحترام(f)