اقتباس: د. رائق النقري كتب/كتبت
لحاكم الذي اعطى سوريه مكانة لم ترها منذ صلاح الدين الايوبي امر يسيئ اليك?? وليس للراحل الاسد رحمه الله اماما حيويا خالدا للعرب والمسلمين في العصر الحديث لايضاهيه في ذلك غير عبدالناصر والقوتلي والخميني
بعيداً عن كلام جرائد البعث والثورة عن القائد الأسطورة الشحرورة حافظ الأسد... لا أدري عن أي مكانة لسوريا صنعها الأسد تتحدث...
في عهد الأسد تم ببساطة القضاء وبشكل كامل على جميع جوانب التطور والحضارة في سوريا... حيث اعتمد الأسد سياسة منهجية قائمة على العوامل التالية:
أولاً:
تدمير الاقتصاد السوري، حيث أن الأسد كان يدرك تماماً أنه من المستحيل استمرار نظام ديكتاتوري في مجتمع تقوده الطبقة الوسطى فقام بسحق هذه الطبقة والقضاء عليها بشكل شبه كامل... وقد اعتمد في التوصل إلى هذا الهدف على عدة أساليب أهمها تهريب الثروات إلى الخارج في حسابات مصرفية لعائلة الأسد بدءاً من رفعت الأسد مروراً بباسل الأسد وبقية الشلة الحاكمة... من جهة ثانية ربط جميع التراخيص الاستثمارية بموافقات وواسطات من عائلات الأسد ومخلوف وشاليش وخلافه... وثالثاً عبر الاصطفاف مع النظام الإيراني لاستعداء العالم عربياً وغربياً في محاولة جادة للقضاء على ما تبقى من قوة اقتصادية في البلاد...
لمعلومات أكثر حول مدى النجاح الذي حققه الأسد في هذا الإطار:
يرجى مراجعة أرقام الأمم المتحدة عن الدخل الفردي في سوريا والموضوع:
إرث الأسد: كيف خسرنا نصف ثروات سوريا في خمس سنوات...
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?t...=31237&pid=#pid
ثانياً:
تدمير الصحافة والجمعيات والنقابات: أدرك الأسد أن الحكم الشمولي لا يمكن أن يتعايش مع الحراك الشعبي، إذ أن الأخير كفيل تماماً بذرع بذور التغيير والتحول السلمي أو العنفي باتجاه نظاماً أكثر حداثة وتطوراً، فلجاً الأسد لأسلوب غير مسبوق في التاريخ السوري منذ خرج ابن سوريا من كهوفه وبدأ يتنظم في جماعات بشرية... حيث قام بالقضاء على جميع مظاهر الصحافة الحرة بل وحتى حرية الرأي وقام بمسخ النقابات والجمعيات وتدمير بنى المجتمع المدني بشكل كامل.
باختصار حافظ الأسد ، كأي ديكتاتور آخر، هو بالتعريف في حالة عداء وصراع موضوعي مع شعبه، ويمكن القول أنه حقق نجاحاً في أهدافه لا يدانيه إلا نجاح الخمير الحمر وبعض النظم الإفريقية في مجازرهم وسحقهم لشعبهم....
هذا هو إرث الأسد.. أما ما قيل عن مكانة لسوريا وخلافه، فهي لم تكن لسوريا التي لم تستفد شيئاً من ذلك بل جزء من طموحات الأسد الشخصية الخاصة به والتي لم تجلب للبلاد إلا الخراب والدمار...
أما عن الموضوع فالحقيقة وضع سوريا يختلف عن دول أخرى في المنطقة كمصر مثلاً، فالنظام العلماني في مصر لم يتورط في اساءات وانتهاكات وأساليب تدمير منظم لبلده كالتي حدثت مع نظامي الأسد وصدام، وبالتالي يمكن الحديث هناك عن تغييب للتمثيل الإسلامي. على الأقل على المستوى النظري.
أما في سوريا ، فقد تورطت معظم الفصائل العلمانية بالعمالة للبعث والأسد -الأمر شبيه بما حدث في العراق- وبالتالي فإن مشاركة الإسلاميين ضرورية على الأقل كمرحلة انتقالية لكونهم -وخاصة الإخوان- الوحيدون ممن يثق المواطن السوري بعدم عمالتهم للبعث والأسد...
على فكرة: كيف خطر لك أن تضع ديكتاتور دموي كحافظ الأسد مع قيادي ديمقراطي حضاري كشكري القوتلي في سطر واحد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟