من ناحية يا عدنان فأنت تعتبر رؤوس فقه وعلم السنة اسماء لامعة للإنسانية لما قدموه من خير عميم، ومن ناحية أخرى فأنت ترى أن السنة إرهابيون يحبون معاوية بن أبي سفيان ويقتلون الأبرياء.

أما من معاوية، فليس كل السنة تعده صحابيا، وكرهك لمعاوية لا يجعله سيئا ولا حسنا.
وأيم الله لو ملك كثير من دعاة الرحمة والرأفة مكان معاوية لوجدنا منهم البطش والتنكيل الذي ما سمعنا به من الحجاج وليس معاوية.
وهو رجل قضى، وندرس أمره للعبرة فحسب، فلن نستطيع محاكمته، ولن نقدر على عقابه.
أما هندا، فذكرك لها مما ليس له دخل في أي نقاش، فما سمعنا عن المرأة ريبة مذ أسلمت إثر فتح مكة.
أما أنت فقل لنا ماذا تريد من السنة؟
هل تريدهم أن ينصروا عليا على معاوية في صفين؟
فإذا كان ذلك، وأمر تلك المعركة قد انتهى، فقل لنا من كان محقا ولماذا؟ وعلى أي شيء قاتل علي؟ وما شأن علي الحجازي بالشام وأهل الشام حتى يجلب عليهم جيشا؟
ألم تقل في شريط آخر أن العراق للعراقيين ولا شأن للعرب به؟
فإن كان كذلك، فهلم نقيس شبرك بفترك، ونطبق على علي قولك، فأي جيش وجهه معاوية للعراق؟ ومن هو الذي قد أرسل جيشا للبصرة وآخر للشام لمقاتلة أهلهما؟ أهو علي أم معاوية؟
من هو أول من قاتل أهل القبلة وشرع لنا ذلك القتال؟ أليس عليا؟

أخرج من هذه إن أحببت، فلك عندي لها تتمة إذا أخبرتني ما هو سبب ربطك أحداثا وأناسا قد قضوا بأحداث اليوم، وحملك على السنة جميعا بآراء غلاة منهم، لم يبرأ قومك من وجود هؤلاء الغلاة بينهم ولا غيركما من فرق المسلمين.