لازلت حتى الساعة تستخدم أسلوب التبرير لقانون عنصري!!

لن أدخل معك في مهاترة من بدا من بالإقصاء والتهميش بل والقتل!
ولن أحاكمك إلى القاعدة الربانية (ألا تزر وازرة وزر أخرى)..

ولم أنوقف معك ثانية عند جدلية الردة وقتل المخالف والتكفير ووو
ولكنني فقط أريد منك كلمة إنسانية صريحة بحق قانون الإبادة العنصري رقم 49

هل أنت مع إعدام الإنسان لمجرد انتسابه لتنظيم ما؟ إن كنت مع هذا التوجه ففيم تعيب على الطليعة والجهاد والقاعدة والسلفية الجهادية؟!
إن كنت تدين التصرفين فعليك أن تكون واضحا غاية الوضوح الآن، لماذ؟
لأن الإخوان على افتراض أنهم كانوا يكفرون الجميع ويقتلون الجميع بناء على الهوية، فهم لا يقرون ذلك في برنامجهم اليوم ويتبرؤون منه اليوم ويزعمون أنهم كانوا أبعد الناس عن ذلك -صدقوا أم كذبوا-، بينما غيرهم لا يزال مسلطا حممه التكفيرية والإقثصائية، ولا يزال حتى الساعة يدافع عن قانون إبادة عنصري!

أرأيت الفرق؟

كيف تريدني أن أقنع القواعد السنية عموما، والقواعد الإخوانية أيضا بأن فتاوى ابن تيمية حول النصيرية فتاوى ظرفية تاريخية، وأنها اجتهاد غير ملزم ولا مقبول، بينما هم يقرؤون في الجبهة الأخرى، ومن أعلى الهرم، نزولا لأمثالك بأن القتل مبرر، والإقصاء مبارك، والسجن مستحب، وقوانين الإبادة يجب أن تبقى!!!!

كلا يا صاحبي!

حتى نحارب ثقافة الكراهية والرفض يجب أن نكون أسوة حسنة في ممارستها...
ولعلمك، فسورية التي اختارت بشرائحها السنية وغيرها سلطان باشا الأطرش الدرزي قائدا للثورة السورية، وسورية التي اختارت بملء إرادتها الشعبية فارس بيك الخوري رئيسا لحكومتها، وبارك الإخوان يومها تلك الرئاسة، بل اعتبروها من أنظف الحكومات في سورية الحديثة، هي سورية التي تبقى ملاذا للجميع، وهي سورية التي طالب الدكتور السباعي رحمه الله في البيان الذي تقدم به إلى لجنة الدستور والمجلس التأسيسي –الذي تحول للبرلمان السوري- بتاريخ 21/3/1369هـ، 8/2/1950م مضمنا اقتراحه إضافة المادة التي تقول: ((المواطنون متساوون في الحقوق، لا يحال بين مواطن وبين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة)
وهي هي سورية التي طالب الإخوان في مشروعهم السياسي الأخير بأن يتم التعامل مع التنوع العرقي والطائفي على أساس: (تعميق روح المواطنة، واعتماد مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، وكذلك اعتماد مبدأ الكفاءة وتساوي الفرص أمام جميع المواطنين للمشاركة في مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والتعليمية والعسكرية والأمنية)...

نعم اختلطت الرؤية في فترة الأزمة، وأصبنا جميعا بحالة ذهول مما يحصل، وشجعت بيئة النظام وقرارته القمعية على اختطاف الحركة الإسلامية!!

نعم..! فقد اختطفت حركة الإخوان بعض الوقت، وساد في الأجواء خطاب غير الذي تأسست عليه الحركة، ولا أحمل مسؤولية ذلك للإخوان في ظل سعار طائفي أججه رفعت وأخيه، وممارسات إقصائية معلنة، وسياسة الأرض المحروقة و(التطهير) الذي أعلنها رفعت من على سدة مجلس الشعب السوري، ففي هذه الأجواء لم يعد ممكنا قيادة دفة السفينة الإخوانية بطريقة راضية مرضية، وفي نفس الوقت -ومن باب الموضوعية- فإنني لا أعفي الإخوان من كل الجريرة! لولا أنني على ثقة من أن قوى ما اختطفت الحركة في ذروة الأزمة، ثم كانت أول القوى مصالحة مع النظام، وبادر في العفو عنها مبكرا عام 1984!

مرة أخرى أود التأكيد على أن رفض العنصرية يبدأ من رفض القانون العنصري رقم 49، فهذا القانون يجب أن يعامل بأنه قانون إبادة، وظني أن الإخوان مقصرون في تحريك هذه القضية عالميا...!
واسلموا لتواصل واحترام(f)