اقتباس:  د. رائق النقري   كتب/كتبت  
الفكر التكفيري ليس مقصورا على السنه بل كل الاديان والمذاهب – تقريبا – تكفر بعضها وهذه مشكله خطيرة في عصر يستطيع كل منا امتلاك اسلحة دمار شامل ؟؟ ولكن المشكلة الاخطر هي ليست بين من يكفر بعضهم بعضا بل بين من  يحتكر بعضهم الثروات والحق والحقيقه والحقوق والسلطه ولايقبولون ان يشاركهم فيها احد؟

لا أستطيع أبدا أن أترك هذه الإيماءة (( الخطيرة )) أن تمر مرور الكرام خاصة وأن قائلها يؤمن بالمنطق الحيوي ، ويبرر للقمع (( الطائفي )) على أنه منطقا حيويا لا بد منه لكي لا يطغى جانب على آخر .

برأيي يا دكتور .. لا بل (( بواقعك )) فأنت لا تتحدث من منطلقات حيوية تدعيها ادعاءا ، بينما يتحدث غيرك من منطلقات (( وطنية )) خالصة ليس لها أي علاقة بأقلية وأغلبية ومحاكمة الأغلبية على أسس (( تاريخية )) كإيماءتك أعلاه .

أنت هنا - كمعظم منظري الأقليات - تتحدث عن حقوق (( خاصة )) ليس لها أي صلة أو علاقة لا بالسياسة ولا بالمواطنية ولا بالبعد الوطني أساسا ، وهذا منطق غير مقبول (( حيويا )) .

حيويا ، وكونك تتحدث عن الحيوية .. لا يمكن للأقلية أن تثب إلى المقدمة بهذه الطريقة لانتزاع ما تراه حقا مهدورا لها ثم تفرضه على المجتمع بسياسة الأمر الواقع وباللجوء إلى منطقك التبريري ، بذلك فأنت تعطي الحق للأغلبية أن تتمرد بعنف وتقلب السحر على الساحر وتفني الأقليات عن بكرة أبيها .. ألا تلاحظ أن الإنتصار المرحلي ليس أكثر من (( مرحلة )) مؤقتة يمكن أن تنقلب إلى هزيمة منكرة وساحقة للأقليات إذا ما وجدت نفسها في مواجهة غير متكافئة مع الأغلبية .

أنت هنا تسوق لفكر (( خطير )) وخطير للغاية وأراه يتقاطع بشكل كبير مع الشعارات الطائفية التي رفعها رفعت الأسد في الثمانينات وهو ما يؤكد (( تماما )) تلك العلاقة المزعومة مع رفعت الأسد .. ولست أرى أنك بدأت مدرستك الحيوية عام 1968 مبررا كافيا لعدم علاقتك بآل الأسد ، بقدر ما أراه مواكبة (( تنظيرية )) كانت ضرورية لصعود البعد العسكري الإنقلابي وإنجاحه .

حيويا ، أنت وصفت الدواء للأغلبية ، وأخشى أن تتجرعه فعلا .. ساعتها أهلا بالعراق الجديد ، ولبنان القديم الجديد .. مع تذكيرك بأن الأغلبية في سوريا أغلبية مطلقة .. وليس ذكاؤك قاصرا عن إدراك خطورة هذا البعد على أقليات استعدت هذا " المطلق " عليها استعداءا ، وبرعونة مفرطة ...
بلاش حقد أعمى لأنه بتوجع وطنيا :)


احترامي