{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نعم يحصل في دمشق؟!....!!!!!....
Lee غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 85
الانضمام: May 2005
مشاركة: #6
نعم يحصل في دمشق؟!....!!!!!....
على الأقل هؤلاء شباب جامعيون، ناضجون، يعرفون ما يفعلون، ويعرفون أنهم معذورون أمام الناس بهذا العمل، ومهما كان إذلالهم كبيراً فهم في أعين الناس الفهمانين محترمون، لأنهم مضطرون، وهم يعرفون ذلك جيداً لا بد.

إن كنت عاطفي إلى هذه الدرجة فخذ هذا المشهد من حياتي، وإن لم تصدق فأنت حر:

عندما كنت في الإبتدائية (بسن 10 سنوات بالذات) كنت أبيع أكياس الآيس (أكياس بلاستيكية فيها شراب مثلج)، وذلك كي أجمع ما أستطيع مما يمكنني من شراء الألعاب التي أحب، والحقيبة المدرسية التي أفضل، هذه الأشياء التي كان والدي – الإشتراكي الطبع لدرجة التقشف – يحرمني منها بقصد وغير قصد.

كنت خجولاً جداً أثناء ممارستي للمهنة العظيمة، وكان الشيء الوحيد الذي يحميني من قطاع الطرق الصغار هو حجم جسمي الطويل والعريض يوحي بأني أكبر من سني.

كنت أبيع بعيداً جداً عن مكان سكني ومساكن جميع أقربائي، حتى لا تصبح "فضيحتي" على كل لسان، ولا يصل الخبر إلى المدرسة. لم يكونوا يعرفون ماذا تعني لي الألعاب التي سأشتريها بالربح الذي سأجنيه، ولم يكن أحد في العالم يدرك مدى حاجتي "الروحية" إليها.

ذات يوم وأنا في أحد طرقات ريف دمشق التي لا أعرف عنها شيئاً (ظننتُ أنه كان مخيم اليرموك) حاملاً علبة "الآيس"، دخلتُ طريقاً جديداً لأول مرة. كان الطريق مغلقاً من الطرف الآخر. أنذرني أحد الأطفال بأن هذا الطريق خطير، فلم آبه له، لأني كنت معتاداً على تهكم من يقاربوني في السن واستهزائهم بي.

الخلاصة أنني دخلت ذاك الطريق، وإذا بجماعة من المراهقين تحيط بي. تظاهروا برغبة في الشراء، لكن كان الشر في عيونهم واضح. عندما رأيتهم عرفت أني خسرت كل بضاعتي، وكان أسفي لذلك كبيراً. ولكن ليت المشكلة توقفت عند هذا الحد.

حاصرني المجرمون الصغار دون أن يأخذوا أكياسي مني، وإذا بإمرأة شمطاء طاعنة في السن تقترب وفي يدها عصا من خشب!
قالت لي: ألم أقل لك مراراً ألا تدخل هذا الحي يا أبن الشـر .... طة!!
كان هذا آخر ما استطاع أن يصل إليه إدراكي بعد أن انهالت علي اللكمات والرفسات من كل صوب. عبثاً حاولتُ معرفة طريق الخروج، ولكني لم أستطع حتى أن أفتح عيني من كثر الصفع على وجهي!

أمسكت المجرمة بشعري الطويل، وكانت تريد جري على الأرض، لكن ثقل جسمي ومقاومتي منعت ذلك! والضرب والركل في كل مكان من جسدي كان يمنعني حتى من الصراخ!!

ماذا يمكن لطفل أن يفعل؟

كنت أحاول رد الضرب عن نفسي وأنا مغمض العينين، وأحاول الفرار من قبضة يدها.. ولكن هيهات! كنت أصرخ ظناً مني أنها تسمعني وأنا أقول: "والله ما كنت أعرف إنها حارتكم"!! يعني: والله لم أكن أعرف أنه شارعكم!
بقيت على هذا الحال أكثر من خمس دقائق، وأنا أتلقى الضرب من كل جانب. وعندما اشتفى غليل العجوز العاهرة، تركت شعري من يدها فأحسست بألم لا يوصف وكأن قشرة الجلد قد انتزعت!
لكني لم أهتم، ركضت باتجاه المخرج وهم يركضون خلفي، يحاولون ختم المعركة غير المتكافئة بعصيهم وأيديهم وأرجلهم!
جريتُ حتى ملوا من الجري خلفي وتركوني، خرجتُ ممزق الثياب متورم الأطراف وقليل من الدم ينزف من أنفي!

وإلى اليوم، لا أعرف لماذا موست بحقي هذه الجريمة. إلى اليوم لست أدري ما هي عقلية هذا الوالد الذي كان لديّ! أولم يكن يعلم بعفونة المجتمع الذي يحيط بي؟ لماذا تركني أفعل ما أفعل ولم يمنعني؟

لم أستطع إخبار أهلي لأنهم سيلوموني أكثر من نجدتهم لي، لأنهم لم يكونوا سعداءً بعملي. ولم أستطع اخبار الشرطة لأن الجميع بلا استثناء سيعلم حينئذ عن مهنتي المهينة التي كنت أخجل من البوح بها.

في حياتي لم أقص هذه القصة لا لأنس ولا لجان. حتى عندما عدتُ إلى البيت في ذاك اليوم المشؤوم، يوم العلقة، جريت إلى الحمام حيث بدلتُ ثيابي وحاولت تضميد نفسي قدر المستطاع، ثم هربتُ من البيت حتى الليل كي لايروا آثار الضرب على وجهي، وقد أقنعتُ أهلي في اليوم التالي عندما رأوا بعض العلامات على وجهي أنه كان عراكاً في المدرسة.

لن تصدق إن قلتُ لك، لقد عدتُ إلى نفس الحي وأنا عمري 19 عاماً، واضعاً سلاحاً تحت ثيابي! حاولت أن أستدل على الطريق المسدود الذي تم فيه تحطيم كبريائي، ولكني لم أجده! صدقني يا عزيزي، كنت قد نويتُ أن أقتل تلك المرأة إن رأيتها، لكن يبدو أني أخطأت الحي بأكمله، بل وربما المنطقة بأكملها. لم أجد شيئاً مما أذكر، وكأن كل شيء كان حلماً وانتهى.

واليوم، بعد 21 عاماً على انقضاء هذه الحادثة، أشعر بآلام رأسي كلما تذكرتُ هذه الجريمة، حتى وأنا أكتب هذه الكلمات، بل وكل ما أتذكر ما جرى، تدمع عيناي وكأني طفل صغير بسبب مقتل كبريائي في مجتمع جاهل مجرم قذر!

نعم، يحصل في دمشق يا عزيزي!!
07-31-2005, 06:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نعم يحصل في دمشق؟!....!!!!!.... - بواسطة Lee - 07-31-2005, 06:14 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  لمن يرغب بشراء شقة بحجم القبر في دمشق بسام الخوري 5 9,715 05-26-2014, 11:27 AM
آخر رد: observer
  صباح الخير يا دمشق.. Reef Diab 8 3,411 10-24-2012, 02:07 AM
آخر رد: العلماني
  موضوع مخصص للسهرانين بين الساعة 12و3ص بتوقيت دمشق Free Man 14 2,059 04-25-2012, 11:21 AM
آخر رد: Free Man
  روبيرتو دي نيرو يقود التّاكسي في شوارع دمشق! بسام الخوري 0 1,077 01-07-2011, 01:49 PM
آخر رد: بسام الخوري
  دمشق تستضيف المغني العالمي براين آدمز في حفل لدعم قضايا ذوي الإعاقة بسام الخوري 11 4,595 01-02-2011, 08:43 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS