العزيز عدنان،

فليكن معلوما لديك قبل أن نكمل أي حوار أنني لست سنيا كما أنني لست شيعيا، ويعلم إخواننا من الشيعة هنا أنني تقمصت دور شيعي رافضي عدة مرات لأرد على غلاة السنة.
ويسعدني أيضا في أي وقت أن أتقمص دور سني ناصبي لأرد على غلاة الشيعة.

أنت يا عدنان قد صرحت بالفم الملآن أن السنة إرهابيون، وأن تربيتهم الدينية هي إرهابية حتما، ولم تستثن أبدا.
وإن أردت أن نتستعرض أرشيفك فهو حتما موجود، وأذكره لأنني طالما قد بلغت عن مشاركات فيها إساءة تعميمية بشكل لاحواري.

أما عن الحرابة والمفسدين في الأرض، فمع إحترامي للعلماء جميعا، إلا أن العلماء ليسوا أولياء أمور.
ولي الأمر الذي هو الإمام أو نائبه من وال أو قاض، والمتمثل بالدولة، هو وحده من يحتكر العنف. والدولة هي المسؤولة عن القضاء وليس العلماء.
على القضاة أن يدرسوا واقع التفجيرات، ومن خلالها يحكمون أن منفذها هو مفسد في الأرض يستحق حد الحرابة أم غيره.

العالم يعبر عن رأيه وحده، ومجموعة العلماء تعبر عن رأيها وحده، ورأيهم ليس بملزم للدولة ولا للناس لا شرعيا ولا قانونيا اللهم إلا أدبيا.

في مذهب السنة وفي مذهب الشيعة لا يوجد رجال دين، وإن وجدوا فأرشدني إليهم حتى أرى فيهم رأيي.

زميلي العزيز،
أقول لك ختاما،
لا يحملنك شنآن قوم على أن لا تعدل، إعدل هو أقرب للتقوى، وقل الحق ولو على نفسك!
لا يحملنك الكبر والعجب بالنفس وزهوة انتصار غيرك على غيرك أن تغمط الناس حقهم.
أنت كويتي وتتحامل في كثير من كتاباتك على أكلة الزعتر وهذا نفهمه ونعذرك فيه مع عدم وجود العذر لك.
وأنت شيعي وتتحامل في كل كتاباتك على السنة، وقد نجد لك بعض العذر فيه.
لكن أنت غير إسلامي، أي أن طروحاتك لا تنبع من وجهة نظر أن للكون خالق مدبر يدبر أمره بما في لك سلوك الإنسان وأنظمته.
هذه الحزورة هي التي نريد لها حلا، فهل أنت تنظر إلى الطائفة كقومية يجب الحفاظ عليها وعلى المكتسبات الصادرة منها؟
هل دافعك للحديث عن السنة عموما والسنة الشوام والفلسطينيين خصوصا هو القومية الطائفية؟

طبعا أنا لا أسأل عن دافعك كشخص إسمه عدنان يحاورني، فهذا شأن شخصي، أنا أسأل عن دافع الحالة التي أراها والتي لا بد وأن مثلها الكثير في البلاد العراقية.