الصديق اسماعيل مايزال بفكر؟ اللهم اجعله خيرا وسلاما
وبهذه المناسبه اهديه هذا المقال الذي يوضح ان السعودية التي مولت التكفير بامر من المعلم الريطاني الامريكي للتغطيه على تكريس الاستبداد ونهب النفط ومباركة الاحتلال من محمد الغزالي الى قرضاوي قاعد ه قطر ؟
اقول ان السعوديه تلقت تعليمات بحجب فكر الاخوان المغفلين في مكتبات السعوديه نفسها بعد ان ان دفعت المليارات للتشويش على الناصريه والافكار الاشتراكيه:baby:


اخشى ما اخشاه ان الصديق اسماعيل يفكر بترك السعوديه :9:الان والعودة الى سوريا:9: التي تدعم حركات اسلام سياسي مضاد للسياسه الامركيه
اذا ذهبت فلاتنسانا من الواسطه:hony:

اقتباس:الكاتب: علي العميم المصدر: المجلة  
احتجت لمراجعة معلومة قبل أيام كنت قد قرأتها أول ما قرأتها عند فضل الرحمن في كتابه «الإسلام وضرورة التحديث:نحو احداث تغيير في التقاليد الثقافية»، وهو الكتاب الذي ترجمه إلى العربية إبراهيم العريس في مطلع التسعينيات.ولمّا كنت أعلم بأن هذا الكتاب لم يعد في حوزتي منذ سنوات، فقد سألت عنه في مكتبة العبيكان، فقيل لي:إن نسخه قد نفدت من عندهم، وأنهم سيزودون المكتبة بنسخ منه عما قريب.ولأنني كنت مستعجلاً في الحصول على بغيتي من الكتاب، يمّمت شطر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وكان الوقت مساء، فسألت عنه هناك.وبعد أن بحث الموظف المختص عن اسم الكتاب في جهاز الكمبيوتر، أخبرني أنه متوفر عندهم، لكنه ممنوع!

قلت وأنا مندهش:لعلك تدقق في البيانات المذكورة حوله، إذ ليس في الكتاب ما يستحق المنع، وللمعلومية فمكتبة العبيكان كانت تبيعه.
استجاب الموظف مشكوراً لطلبي، فدقق في البيانات ثم رفع رأسه، وقال:الكتاب مثلما أخبرتك هو كتاب ممنوع!وليس أمامك إلا أن تحضر صباحاً إلى المركز، وتحاول ـــ مع احضار المسوغات اللازمة ـــ أن تحصل على إذن رسمي يخولك الاطلاع عليه.
قلت للموظف المختص:أؤكد لك أنه ليس في الكتاب ما يستحق المنع، ومنعه عندكم جاء لعلة مودودية، فأنتم في المركز تسمحون بالاطلاع على كتب ودوريات، هذا الكتاب مقارنة بها، هو هيّن ليّن.

أورد هذه الحادثة التي مرت بي، لأننا في خضم التحولات المتسارعة ناحية الفكر الإسلامي الحركي (الذي يشكل فكر جماعة الإخوان المسلمين بمصر وسوريا، وفكر الجماعة الإسلامية بباكستان، وفكر ندوة العلماء بالهند أسه وعماده الرئيس) ننسى أو لعلنا نتناسى أنه إلى وقت قريب، كان هذا الفكر في بلادنا ركناً ركيناً من أيديولوجية الأغلبية.فصرنا نقدمه (وعلى وجه أخص فكر الإخوان المسلمين)، وكأنه انبث في الأجهزة الرسمية في غفلة من عين الحكومة، واندس في ثنايا المجتمع وتخلل صفوفه في غيبة من رقابته.هذا التقديم مجانب للحق ومجاف للواقع إلى درجة الغلو والشطط، فالسعوديون ــ إذا ما نحّينا فكرويتهم السلفية واستثنينا تيارات المثقفين الرومانسية والواقعية والبنيوية، واستثنينا كذلك أفواج المثقفين التقليديين أو الكلاسيكيين ـــ، يفكرون في التاريخ، ناسوته ولاهوته، وفي الواقع المعاصر، ثقافاته وعقائده، وفق أقاويل الإسلام الحركي وبمقتضى أطاريحه.وإن كان لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مزية وفضل فيما نحن بصدده، هو أنه ما زال متسقاً ومتساوقاً مع تلك الأيديولوجية (أيديولوجية الإسلام الحركي)، التي عملت السلطة وعمل قسم كبير من المجتمع بها ردحاً طويلاً من الزمن، بوعي قصدي واختيار موضوعي حر، وذلك من دون استغفال أو استبلاه لهما من صقور الإسلام الحركي ومن حمائمه.فالكتاب ممنوع الاطلاع عليه في المركز، لسبب عام وآخر خاص.السبب العام، هو أن مؤلفه فضل الرحمن الباكستاني، الذي كان قبل أن يتوفاه الله أستاذ كرسي الدراسات الإسلامية في جامعة شيكاغو، يعد من الأسماء المصنفة في أدبيات الإسلام الحركي، بأنها معبرة عن تيار الإسلام العصراني في القارة الهندية.

أما السبب الخاص ـــ وهو السبب الأهم ــــ فإن فضل الرحمن في مؤلفه المشار إلى عنوانه أعلاه، أبدى تحفظات منهجية وعلمية على الخط الذي سلكه أبو الأعلى المودودي في مجال الدراسات الإسلامية.وبحسب ما أذكر من قراءة قديمة للكتاب، أن التحفظات التي أبداها، أبداها على نحو ودي ورقيق، وكانت مفعمة بالتقدير الكبير لمكانة المودودي الكبيرة في باكستان وفي سائر الأقطار الإسلامية.وبحسب ما أذكر أيضاً، أنه أورد هذه التحفظات في معرض روايته لحادثة جرت له مع أبي الأعلى المودودي.ملخصها:أن أبا الأعلى المودودي كان يغريه بالانضمام إلى صفوف الجماعة الإسلامية، وكان هذا العرض يقتضي منه أن يعدل من رؤيته في مجال الدراسات الإسلامية، لهذا فقد رأى فضل الرحمن أن يعتذر عن العرض الذي قدمه المودودي إليه، ثم جرى بينهما كلام تتضح من تضاعيفه الحدود الفاصلة بين توجه ينظر للإسلاميات بوصفها ميداناً ملتهباً لخوض النضال السياسي والأيديولوجي، وإن استدعى هذا تبسيط العلم والتساهل مع الحقيقة وليّ عنق النصوص وتسطيح الواقعة واهدار سياقها التاريخي وتوجه آخر، ينظر للإسلاميات بوصفها حقلاً علمياً ثراً وخصباً، تستثمر فيه إمكانات العلوم الإنسانية والاجتماعية ويستفاد من منجزاتها في إعادة الفهم، وفي صياغة وعي موضوعي وتاريخي بها، محدث وجديد.إنه ليس سراً، ولا هو من قبيل كشف المخبأ، عندما أقول:إن ارتهاننا لرؤية الإسلام الحركي، كان له الأثر الأكبر ـــ على صعيد المؤسسات الرسمية وعلى صعيد الأفراد ـــ في افقارنا العلمي واجدابنا الثقافي حتى في مدار رؤيتنا الإسلامية التي غلب عليها الإنشاء وتضخمت الأيدولوجيا وضمر فيها العلم المواكب والمنهج المتماسك .

فعلى سبيل المثال، كان لهذا الارتهان أثره البالغ في الحد من آفاق جائزة الملك فيصل العالمية على الأقل في ميدانين من ميادينها هما الدراسات الإسلامية والأدب العربي.ففي الميدان الأول استحوذ على الحصول على جائزتها، طائفة من العلماء والمثقفين والدارسين، هم ينتمون حركياً أو نظرياً إلى تيار الإسلام الحركي.وفي الميدان الثاني كثيراً ما تتعرض جائزتها إلى الحجب، لأن هذا الميدان أو هذا المجال في العالم العربي، تهيمن عليه الرؤية العلمانية والنظرة الحداثية، وقاطنوه أو بالأحرى النافذون فيه والمبدعون، هم إما قوميون أو يساريون وإما ليبراليون صارمون في علمانيتهم.

ونحن نعرف أن هذين الميدانين، الإسهام فيهما ليس قصراً لا على العرب ولا على المسلمين.فهناك نخب غربية كان لها إسهامها العلمي البارز في ذينك الميدانين، ومع ذلك فإن أسماء علمية جليلة منها لم تحصل على جائزتهما.ولست بهذا، بالمتعنت أو الشاط، فأصادر على مؤسسة الملك فيصل الخيرية وأفرعها حقها في الانتماء الأيديولوجي الذي ارتضته ورضيته لنفسها منذ نشأتها، فلكل فريق وجهة، حقها الطبيعي والإنساني في الانتماء السياسي والأيديولوجي إلى فكرة وخدمتها بشتى السبل المشروعة.إنما الغاية هي الدعوة إلى التخفف من ثقل رؤية الإسلام الحركي، والنظر إليها، باعتبارها رؤية من بين رؤى إسلامية عديدة، إذ أن رؤية الإسلام الحركي للواقع المعاصر ولإسلام النص وللإسلام التاريخي هي ليست الإسلام حصراً، وما عداها ليس هو بالضرورة ضال ومنحرف عن جادة الإسلام ومتنكب لطريقه القويم.كما حاول أن يوهمنا بذلك لعقود طويلة، دعاة الإنشاء الإسلام الحركي ومثقفوه.أتراني بهذه الدعوة:ممن يصح القول عنهم شعراً إنهم من «مدورين الهيّن»أم أنني من خلال هذه الدعوة أصبو إلى أن أكون «مغني كايدات الطروق»؟
علم هذا، وجوابه عند الشاعر الأمير خالد الفيصل