ثندر

أخبرني بشيء واحد تنقده على " خادم الحرمين الشريفين وناشر المصحف ومحرر الكويت وصانع السلام للبنان " أخبرني بشيء واحد تنقده عليه ، ولا يمكننا أن نجد مثله وأشد في إلهك – المخلوع – " صدام حسين " ؟


لاحظ ان صدام وفهد .. تعاصرا مدة طويلة . وكل منهما يربض على بحيرة بترول . انظر كيف دفنا فهد أمس ، وانظر كيف يحاكم العراقيون ربك .

لو أنك ، مثلا ، كصاحب القصيدة التي استشهدت بها . في الوقت الذي يتكلم على " شريعة الأيادي " يتكلم عن " حبيب الملاعين " .. لقلنا معك ، أنك محق . مهما كانت فضائل فهد إلا أنه يظل قيصر عربي .

لكنك تأتي ، وأنت تسبح بحمد قاتل شعبه وتقدس له ، لتقول أن فهد كان وكان وكان . هنا لا أقول لك إلا " يا شيخ رووح " .

نحن لا نلوم عليك نقدا ، لأنك لم تنقد . بل أنت كأي شامي متعصب لا يعرف من الدنيا شيئا إلا ما ربي عليه في الشارع . من أن السعوديين " وهابيين ، يأتون يتسيحون في بلادنا ، أولاد ست وستين كلب " . يموت ملك فتأتي هنا لتشتم وترغي وتزبد .

وحتى لا نتهم بالتعصب . فهد كان سياسيا بارعا ، أخرج بلاده من مآزق كثيرة أهمها حرب الخليج . وظل يحافظ على سياسة الدوائر الثلاث قدر استطاعته . قبل أن يجمع العالم لمحاربة صدام ، كان قد جمع العرب ليقاتل مع صدام .

ومن تصفه بأنه عميل .. لم أعلم قائدا غيره طرد سفيرا امريكيا ، أرجع لعام 1988 عندما احتج سفير امريكا على صفقة صواريخ عقدتها السعودية مع الصين . بينما " ربك " كان يأخذ الإذن من امريكا في كل شيء حتى في احتلال العراق . وهذا كلام أذاعه بنفسه إلهك ، عندما رأى الملك يجمع العالم ضده .

يبقى فهد ، رغم كل هذا ، وكل ما قدمه : ابن آل سعود . ومصلحة الأسرة مقدمة على كل شيء . نعم ، وضع نظاما للحكم ، واسس مجلس الشورى ، وأنشا حوارات وطنية ومهد الطريق للانتخابات البلدية . إلا أنه دائما لم يضع حجر الأساس لمشاركة الشعب في الكم . بل ظل مستأثرا بها .

هو مستبد ، نعم . لكنه كان حازما ، عادلا في بعض حوانبه ، وظالما أشد الظلم في جوانب أخرى .

لم نسمعه كل يوم في إذاعه ، ولكن رأينا مدينة كالرياض تصبح عالما كبيرا . لم نكن نسمع أقوال ، بل رأينا أفعال .

مهما يكن .. بفضله استمرت السعودية للأمام .. بينما دول " القوميات " لا تزال في القاع . فالعراق مهدد بالانقسام بسبب مهاترات " ربك " سيف العرب . ومصر منذ عبد الناصر والسادات تدفع ثمن العروبة . وسوريا أطبق عليها فرسان البعث فباتت مأسورة مخذولة .



رحم الله الرجل . فقد قضى . ولا يبقى في الماضي إلا الذي لا يجد شيئا في المستقبل .